[الكلام عليهم في البداء]
  سمور وسدُّوا طرفيه، وقيل: غمَّوه، وقيل: بسطوا عليه وداسه الفراشون من النصارى لعنهم الله حتى مات إلى غير ذلك، ثم أحضروا الشهود على موته وبرائته من الجرائح وأخرجوه للناس فشهد عليه الخلق الأكبر.
  اضطربت الإمامية اضطراباً شديداً، فبعضهم قال: إن الله تعالى بدا له كما قلنا فأمات موسى، ومنهم من قال: هو غائب ولا حقيقة لما علم من موته ضرورة، ولما أعجز النوبختي أبا سهلٍ تأويل الأخبار التي كانوا أوسعوا فيها لجأ إلى القول بالبداء، قال ذلك في الكتاب الذي أملاه علي بن الحسن(١) بن موسى في الرد على الواقفة، وقال: يجوز أن يقول الله ø إني أبعث زيداً ثم لا يبعثه، والأخبار التي رووها كثيرة وأسانيدها طويلة وإنما نذكر أسانيدها من مشاهير رواتها.
  فمن ذلك: ما رواه أبو محمد(٢) الموسوي، حدثنا محمد(٣) بن بشر، قال: حدثني
(١) لعله علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي، أبو الحسن من شيوخ الإمامية، توفي سنة ٣٢٩ هـ.
له عدة كتب، ذكره في معجم رجال الحديث ١١/ ٣٦٨ - ٣٧٠، وهنالك علي بن الحسين بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو القاسم المرتضى.
كان عالماً، شاعراً، له كتب كثيرة ذكرها النجاشي في رجاله، ومات في ٥/ ربيع الأول/٤٨٠ هـ وقيل ٤٣٦ هـ، وأن مولده سنة ٣٥٥ هـ، وقد ذكروا له عدد كبير من المصنفات. انظر معجم رجال الحديث ١١/ ٣٧٠ - ٣٧٤.
(٢) أبو محمد الموسوي: هو علي بن أحمد الموسوي، له كتاب في نصرة الواقفة، ذكره صاحب معجم رجال الحديث في ترجمة عبدالله بن وضاح.
(٣) محمد بن بشر: ترجم في معجم رجال الحديث ستة أشخاص بهذا الإسم فالأول قال: روى عن محمد بن عيسى، والثاني قال: له كتاب، والثالث قال: أنه محمد بن بشر بن بشير بن معبد الأسلمي، توفي سنة ١٦٣ هـ، والرابع: محمد بن بشر الحمدوني، أبو الحسين صاحب كتاب المقنع في الإمامة، والخامس: محمد بن بشر اللفافي، قالوا: من أصحاب الصادق، والسادس: محمد بن بشر الوشا.