[الكلام عليهم في البداء]
  نصرة(١)، قال: سمعت أبا جعفر # يقول في صاحب هذا الأمر أربعة أشياء من أربعة أنبياء: شبهه من موسى، وشبهه من عيسى، وشبهه من يوسف، وشبهه من محمد #.
  أمَّا موسى فخائف يترقب، وأمَّا يوسف فالسجن، وأمَّا عيسى فيقال: مات ولم يمت، وأمَّا محمد # فالسيف، وهذا القدر الذي ذكرنا قليل من كثير مما رووه عن كل من توقفوا عنه وأضافوا إليه دعواهم فيه من أهل بيت النبوة $ فإنهم رووا فيهم ولهم ومنهم من الروايات ما يجانس ما قدمنا، فأردنا أن ننبه ليميز العاقل بعقله ما يلزمه أن يعمل به، لأن هذه الواقفة روت ما قدمنا عن أبي جعفر ورجالهم في روايتهم رجال الإمامية ووجوههم كما ترى، فإن تصح هذه الرواية بطل قول القطعية(٢)، وإن بطلت هذه الروايات فبماذا تتوصل القطعية إلى إثبات ماتروم إلاَّ بمثل هذه الروايات، وقبول الجميع لا يصح، وكذلك يكون الكلام على من ادَّعى مثل دعواهم من الشيعة [و](٣) جميع الفرق الذين وقفوا على إمام، وقالوا: هو غائب منتظر، فإنا نسألهم عن الدليل؟ فمتى جاءوا بمثل هذا قلنا: وأي رواياتكم نصحح؟ وأيها نقضي ببطلانه؟ وقد قدمنا ذكر من ذهبت طائفة من الشيعة إلى بقائه وأنه الإمام المنتظر، وما [به](٤) فرقة منهم إلاَّ وهم يروون في صحة دعواهم أضعاف ما روينا عن الواقفة فذكرنا ما ذكرنا تنبيهاً على ما يجانسه.
(١) أبو نصرة: لم أجد أحداً بهذا الإسم ولعله أبو نضرة العبدي وهنالك أبو نصر روى عن أبي عبدالله.
انظر معجم رجال الحديث ٢٢/ ٦٢ - ٦٣.
(٢) القطعية: هؤلاء الذين قطعوا بموت الإمام موسى بن جعفر # على خلاف الواقفة الذين أنكروا وفاته، ولذلك سموا بالقطعية وهم الشيعة الإثنى عشرية على الحقيقة.
انظر موسوعة الفرق ص ٤١٨.
(٣) سقط من (ب، وج).
(٤) يمكن أن تكون: وما من.