العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ومن ولد فاطمة]

صفحة 221 - الجزء 1

  حدثنا علي بن الحسين بن⁣(⁣١) علي عن أمه فاطمة بنت رسول الله ÷، قال لها: «المهدي من ولدك»، ومثله رفعه إلى علي بن الحسين، عن أبيه، عن جدته فاطمة صلى الله عليهم أن رسول الله ÷ قال لها: «المهدي من ولدك»⁣(⁣٢).

  ورفع بإسناده إلى أبي سعيد الخدري قال مرض رسول الله ÷ مرضةً حتى أشفا، فأتت فاطمة & تعوده، فلما رأت ما برسول الله ÷ من الجهد خنقتها العبرة حتى جرت دمعتها على خدها، فقال لها رسول الله ÷: «ما يبكيك يا فاطمة⁣(⁣٣)، أما علمت أن الله تعالى اطلع إلى أهل الأرض اطلاعةً فاختار منهم أباك بعثه نبياً، ثم اطلع الثانية فاختار منهم بعلك فأوحى إليَّ فانكحتكيه، أما علمت يا فاطمة أن بكرامة الله إياك زوجتكِ أعظمهم حلماً وأكثرهم علماً، وأقدمهم سلماً»، قال: فسُرَّت بذلك فاطمة، واستبشرت بما قال لها رسول الله، وأراد رسول الله أن يزيدها من الخير الذي قسم الله لمحمد وأهل بيته، فقال: «يا فاطمة، ولعلي ثمانية أضراس ثواقب: علم بالله، وبكتابه، وحكمته، وأمره بالمعروف، ونهيه عن المنكر، وقضاؤه بكتاب الله، وسبطاه الحسن والحسين. يا فاطمة، إنَّا أهل بيتٍ أعطانا الله سبع خصالٍ لم يعطها أحداً من الأولين قبلنا، ولا يدركها أحدٌ من الآخرين غيرنا:


(١) في (ج): حدثنا علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي.

(٢) عزاه في موسوعة أطراف الحديث النبوي إلى الحاوي في الفتاوي للسيوطي ٢/ ١٣٧، وانظر الموسوعة ٨/ ٦٨٧.

(٣) (ما يبكيك يا فاطمة): الحديث في كتاب العمدة لابن البطريق ص ٢٦٧ رقم ٤٢٣.