العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ماجاء في عيسى #]

صفحة 223 - الجزء 1

[ماجاء في عيسى #]

  فلنذكر ما جاء في أن عيسى # يُصلي خلفه، فهذه فضيلة عظيمة لمحمدٍ ÷ تقصر⁣(⁣١) عنها المنازل، ولا يساويها شيءٌ من الفضائل، وتخصيص لذرية سيدة نساء العالمين بمثل هذا الشَّرف المبين، فالحمدلله الذي جعلنا من ذريتها ووصلنا بلحمتها، وجعلنا من عقبها، وأحد أضراس بعلها المرتضى المخصوص بالخلافة والوصية، المفضَّل على جميع البرية.

  ومن (كتاب الملاحم): لأبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمد بن عبدالله المنادي، في صلاة عيسى # خلف المهدي سلام الله عليه، رفعه بإسناده إلى عثمان بن أبي العاص، قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «يكون للمسلمين ثلاثة أمصار، مصر ملتقى البحرين⁣(⁣٢)، ومصر بالحيرة، ومصربالشام، فيفزع المسلمون ثلاث فزعات فيخرج الدجال في أعراض⁣(⁣٣) جيش ينهزم من المشرق»، ثم ساق الحديث إلى أن قال: «ثم ينزل عيسى بن مريم عند صلاة الفجر فيقول أمير الناس: تقدم ياروح الله فصل بنا، فيقول: إنكم معشر هذه الأمة بعضكم أمراء على بعض، أقدم أنت فصل بنا فيتقدم الإمام فيصلي بهم، فإذا انصرف أخذ عيسى بن مريم حربته وذهب لحق الدجال فقتله»⁣(⁣٤).


(١) في (ب، وج): تصغر.

(٢) في (ب، وج): ملتقى للبحرين.

(٣) في (ج): أغراض.

(٤) أخرجه أحمد بن حنبل ٤/ ٢١٦، والحاكم في المستدرك ٤/ ٤٧٨، وابن أبي شيبة في مصنفه ١٥/ ١٣٦، وهو في كنز العمال برقم ٣٨٨٢٩، وفي تهذيب تاريخ دمشق ١/ ٤٥، وفي تفسير ابن كثير ٢/ ٤١٠، وفي الدر المنثور ٢/ ٢٤٣، وانظر موسوعة أطراف الحديث النبوي ج ١١ ص ٤١٣.