[ماجاء في عيسى #]
  وبالإسناد أيضاً، رفعه إلى مكحول، عن حذيفة بن اليمان ¥ قال: فتح لرسول الله ÷ فتح لم يفتح له فتح مثله منذ يوم بعثه الله تعالى، وهو في بيته، فجاء الناس يهنؤنه بالفتح، وكانوا جلوساً على بابه لا يدخل إليه منهم أحد إلاَّ أن يأذن له بذلك، قال حذيفة: وإني إلى جنبه فقلت [له](١): ليهنك الفتح بأبي أنت وأمي يا رسول الله وضعت الحرب أوزارها، ثم قلت: يا رسول الله، قربت الساعة إن شاء الله، فقال عند ذلك: «هيهات هيهات، والذي نفسي بيده إن بينك وبينها لست خصال» قال حذيفة: فصمتُّ فلم أتكلم، فقال لي رسول الله ÷: «ألا تسألني يا حذيفة ما هذه الخصال»، فقلت: ما هنَّ يا رسول الله؟ قال: «أولهنَّ موتي» فقلت: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، فقال: «ألا تقول هذه واحدة»، فقلت: نعم يا رسول الله، هذه واحدة، قال: «ثم فتح بيت المقدس» قلت: نعم، قال: «ثم يكون بعد ذلك فتنة بين فئتين عظيمتين فيقتل بينهما خلق كثير»(٢)، ثم ساق ما يكون من ملك الروم في آخر الزمان مع المسلمين، والخبر طويل ذكرنا منه موضع الحاجة، إلى أن قال: «ثم يجتمع المسلمون إلى المدينة واسمها طيبة حتى تضيق بهم المدينة ثم يخرجون مجتمعين مجردين قد بايعوا إمامهم على الموت أو يفتح الله لهم ثم يكسروا أغماد سيوفهم»، ثم ساق خبر الدجال وما يكون من فعله وقتله، ثم قال: «فبينما(٣) هم على ذلك إذ نزل عيسى بن مريم وجماعة المسلمين وخليفتهم قد صفّوا للصلاة وذلك بعد أن يؤذن المؤذن فسمع المؤذن، فإذا عيسى قد هبط فيقول له: يا روح الله، تقدم فصل بالناس صلاة الصبح، وذلك تصديق حديث رسول الله بذلك، فيقول عيسى: بل انطلقوا إلى
(١) زيادة في (ب).
(٢) في (ج): كبير.
(٣) في (ج): فبينا.