العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[ماجاء في عيسى #]

صفحة 225 - الجزء 1

  إمامكم فليصل بكم فإنه نعم الإمام فيصلي بهم إمامهم ويصلي عيسى معهم خلفه، ثم إن الإمام ينصرف فيستبشر الناس بنزول عيسى، فيراه الدجال فينماع كما ينماع القير في النار فيمشي إليه عيسى فيقتله»، فهذا بعض ما ورد في صلاة عيسى # خلف المهدي سلام الله عليه، وإنما ذكرناه لعظم نعمِ الله تعالى بذلك على محمد وآل محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين، وعلى هذه الأمة التي خصها الله تعالى بالفضائل حتى صار إمامها المهدي صلى الله عليه من ولد فاطمة &، يصلي خلفه روح الله وكلمته ونبيه ورسوله عيسى بن مريم العذراء البتول المطهرة المكرمة، فالحمدلله على جزيل نعمه، وجليل كرمه، حمداً كبيراً⁣(⁣١) كما هو أهله ومستحقه.

  فالآن تقررت الجملة المتفق عليها، فمن ادَّعى شيئاً زائداً على هذه الجملة لزمه البيان فقد تقرر أن لا بد من المهدي # في هذه الأمة، وأنه من أهل البيت $ وأنه من ولد فاطمة & خاصة.

  وبقي النزاع هل هو من ولد الحسن أو من ولد الحسين $ فقد تظاهرت الأخبار أنه من ولد الحسن #، وفي بعضها وهو الأقل أنه من ولد الحسين، وقد رجح أهل العلم بالأخبار الأخبار المتظاهرة على الأقل وذلك معلوم في موضعه من أصول الفقه، وقد أجمل كثير من الأئمة $ في هذا الباب وذكروا أن المهدي من ولد فاطمة &، ولم يعنوا بما وراء ذلك، وهل هو من ولد الحسن أو من ولد الحسين $ لأن الكل معدن الإمامة


(١) في (ج): كثيراً.