العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[كلامهم في الغيبة والرد عليه]

صفحة 228 - الجزء 1

  العلم، وما أعطيت نوحاً من الحلم، وإبراهيم من العترة الطيبة والسماحة، وما أعطيت أيوب من الصبر عند البلاء، [وما أعطيت]⁣(⁣١) داوود من الشدة عند منازلة الأقران، وما أعطيت سليمان من الفهم اللهم، لا تخف عن عَلِيَّ شيئاً من أمر الدنيا حتى يجعلها كلها بين عينيه مثل المائدة الصغيرة بين يديه⁣(⁣٢) اللهم، أعطه ولادة⁣(⁣٣) موسى، واجعل في نسله شبيه عيسى اللهم، إنك خليفتي عليه وعلى عترته وذريته الطيبة المطهرة التي أذهبت عنها الرجس، والنجس، وصرفت عنها ملامسة الشياطين اللهم، إن بَغَتْ قريش عليه وقدمت غيره عليه فاجعله بمنزلة هارون [من موسى] إذ غاب عنه موسى، ثم قال: يا علي، كم من ولدك من ورائك فاضل يُقتَل⁣(⁣٤) والناس قيام ينظرون لايغيرون، فقبحت من أمة ترى ولد نبيها يقتلون ظلماً وهم لا يغيرون، إن القاتل والآمر والشاهد الذي لا يغير كلهم في الإثم واللّعان سواء مشتركون.

  يا ابن اليمان، إن قريشاً لا تنشرح صدورها، ولا ترضى قلوبها، ولا تجري ألسنتها ببيعة علي وموالاة علي إلاَّ على الكره والقمار⁣(⁣٥) والصغار.

  يا ابن اليمان ستبايع قريش علياً، ثم تنكث عليه وتحاربه وتناضله وترميه بالعظائم، وبعد علي سينكث بابنه الحسن⁣(⁣٦) ثم الحسين وتقتله أمة جدِّه، لعنت من


(١) سقط من (ب، وج).

(٢) في كتاب الغيبة للنعماني: اللهم لاتخف عن علي شيئاً من الدنيا حتى تجعلها بين عينيه مثل المائدة الصغيرة بين يديه.

(٣) في (ب، وج): قلادة، وفي كتاب الغيبة: جلادة.

(٤) في كتاب الغيبة: كم في ولدك من ولد فاضل يقتل والناس قيام ينظرون لايغيرون.

(٥) في (ج): والقما، وفي كتاب الغيبة: العمى.

(٦) وفي الغيبة: وبعد علي يلي الحسن وسينكث عليه، ثم يلي الحسين فتقتله أمة جده فلعنت أمة تقتل ابن بنت نبيها ولا تعز من أمة، ولعن القائد لها والمرتب لفاسقها.