[كلامهم في الغيبة والرد عليه]
  فرض الله عليه، ومن ترك الفرض عصى.
  وإن قالوا: إنما تركه لعدم الناصر والمعين.
  قلنا: عليه تبيين مكانه ليجب على الأمة نصرته، فإن تأخرت كان الإثم عليها دونه، وإن كتم نفسه كان الإثم عليه دونها.
  فإن قال: لايجد مكاناً يظهر فيه نفسه.
  قلنا: هذا لايصح مع سعة الدنيا، وتباين أطرافها، وكثرة الأولياء لأهل البيت $ في كثير من أقطارها، وقد قام كثير من آل رسول اللَّه ÷ من ولد الحسن، والحسين $، وأنفذوا الأوامر، وأمضوا الأحكام، وأقاموا الحدود في كثير من البلدان، ولم يتمكن منهم الظالمون من الجنود العباسية، وما زالوا غالبين على جهاتهم حتى صاروا إلى رحمة اللَّه، والمعلوم من ولد الحسن، والحسين $ أنهم يتدافعون الإمامة كل واحد منهم يريد أن يكون الإمام صاحبه، ويكون هو المأموم القائم بنصرته، ولو خرج الإمام على الصفة التي ذكرت الإمامية لكانت الأتباع له من الزيدية خاصة أكثر، والنفوس إليه أسكن لظهور المعجز على يديه، والعلم بعصمته.
  وقد روينا بالإسناد الموثوق به إلى محمد بن منصور المرادي(١) | أنه قال: اجتمع في منزلي من آل رسول اللَّه ÷ أربعة أعيان آل محمد [رسول اللَّه](٢) ÷ في عصرهم، وهم: القاسم(٣) بن إبراهيم
(١) تقدمت ترجمته.
(٢) سقط من (ج).
(٣) ترجمة الإمام القاسم بن إبراهيم: هو القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أبو محمد المعروف بالرسي [١٩٦ - ٢٤٦ هـ]، أحد عظماء =