[كلامهم في الغيبة والرد عليه]
  فأقبل حتى وقف على عبدالله فسلم عليه فقال: السلام عليك ياعم، فقال عبدالله: وعليك السلام يا ابن أخي، ما هذا الذي يبلغني عنك أنك تقول: إنك إمام مفترض الطاعة، من لم يعرف ذلك مات ميتةً جاهلية؟ فقال جعفر #: والله الذي لاإله إلا هو، وحق صاحب هذا القبر ما قلت في نفسي هذا قط، وإنه ليُكذب عليَّ، فقال عبدالله: أنت الصادق والبار، وهم الكاذبون الفجار، ثم مضى جعفر #، فقال عبدالله: والله لو أردت منه الطلاق لحلف لي به.
  هذا وأمثاله كثيرة، والغرض بذلك أن نبين أنه لم يكن بين أهل البيت $ خلاف، وأنهم كانوا على كلمة واحدة في باب الإمامة، وأن كل وقت كان يقوم واحد منهم برضى الآخرين، وبمشورتهم، وأن الأئمة التي اعتقدت إمامتهم للزيدية والمعتزلة كانوا فضلاء أهل البيت $، والذين اعتقدت الإمامية إمامتهم يرون بإمامتهم ولا يختلفون فيها.
  وقد روينا قليلاً من كثير من أخبارهم $ ليستدل(١) به العاقل على أن هذه الرافضة الداعية(٢) للتشيع، المفرقة بين الذرية الزكية لم تسلك مسلك أهل البيت، ولا دانت بدينهم، [و](٣) لا دين من انتسبت إليه، ولا دين من رفضته، وأنها أضافت إلى الرفض النصب، فصارت رافضة ناصبة مخالفة لدين آل محمد À فإنهم أئمة هُداة، حُماة، رُعاة، محبتهم واحدة، وولايتهم واحدة، ودينهم واحد، وإنما فعلت الرافضة ما فعلت خذلاناً للذرية الطاهرة، وتقوية للظلمة
(١) في (ج): استدل.
(٢) في (ب، وج): المدعية.
(٣) سقط من (ج).