[الرد على استدلال الإمامية على وجوب الإمامة عقلا]
  على أمير المؤمنين، بل [ولوا](١) الأمر [من](٢) دونه ولم يعلم منهم مثل ذلك النبي ÷ ولا بعضه، فهذه العلة كانت توجب بقاء النبي ÷ لأن اللطف على أبلغ الوجوه واجب على اللَّه تعالى لعدله، وحكمته، ولأن النفوس للأمور الظاهرة الجلية أشد قبولاً منها لما فيه بعض الإجمال والإحتمال، كما يعلم(٣) أن النبي ÷ لو قال يوم غدير خم: من كنت نبيه فهذا علي إمامه بعدي، ولا إمام لكم سواه، ومن ادعى الإمامة من أصحابي غير علي فاقتلوه، أو لاتتبعوه(٤) لكان هذا أوضح، ووضوحه معلوم ضرورة لكل عاقلٍ لأن العلم بمقاصد المخاطبين من تمام العقل، فلما علمنا هذا، وعلمنا أن اللَّه تعالى خاطب بالمجمل كما خاطب بالمبين، وخاطب بالخفي كما خاطب بالجلي، وخاطب بالمجاز مع إمكان الخطاب بالحقيقة علمنا أن التشهي في الدين لايجوز.
  ولأنا نقول لهم: ما الدليل على عصمة من ذكرتم من الأئمة $؟.
  فإن قلتم: سلامة الظاهر.
  قيل: ما ادعيتم موجود في آل الحسن $، وما [به](٥) فضيلة، ولا علم يصح بدليل حصوله، ولا عبادة، ولا صلاح إلا ولهم فيه أو فَى نصيب، وفضيلة الجهاد مضافة إلى ذلك.
(١) في (ب، وج): تولوا.
(٢) سقط من (ج).
(٣) في (ج): نعلم.
(٤) في (ج): ولا تتبعوه.
(٥) في (ب): بهم.