العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[عود إلى رواية الإمامية المتناقضة ونقدها]

صفحة 327 - الجزء 1

  عن محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابه، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن طريف يعني بن ناصح، عن ثعلبة بن ميمون، عن عبدالله بن يزيد، عن أبي عبدالله # قال: ليس في حب القرع، والديدان الصغار وضوء، ما هو إلا بمنزلة القمل⁣(⁣١).

  فهذه أخبار كما ترى متناقضة، وهي من غير واحد، والإمامية لاتقول بتجدد طريقة الإجتهاد، فيكون الإمام # أفتىفي كل وقت بما أداه إليه اجتهاده، وصح عنده علمه، وعندهم أنهم لايقبلون أخبار الآحاد، ولا يقبلون إلا المتواتر فكيف يقع هذا الإختلاف في المتواتر، ولايصح أن يقال: إن الآخر نسخ الأول لأن شريعة النبي ÷ لاتنسخ، وذلك معلوم من دينه ضرورة، ولأن التأريخ لم يذكر، ولابد في النسخ من علم التأريخ، ولأن النسخ لايقع إلا لتغير⁣(⁣٢) المصلحة، والمصالح غيوب لايعلمها إلا اللَّه تعالى، والوحي منقطع بعد النبي ÷ بالإجماع، والمناجاة لادليل عليها، ولو صحت لكانت أبلغ من الوحي، ولكن كان لا يصح بها النسخ لأن المعلوم من دين النبي ÷ أن ملته نسخت سائر الملل، وأنها لاتنسخ ما بقي التكليف لأنه ÷ خاتم الأنبياء $، وشرعه خاتم الأديان.

  فمن أين يتصور وقوع هذا الإختلاف؟ وهلا خرج الإمام لكشف هذه اللَّبسة في الدين؟ التي هي [في]⁣(⁣٣) أهم أركانه التي هي الصلاة؟ وما ذهب [إليه]⁣(⁣٤) من


(١) قوله: ليست في حب القرع والديدان الصغار وضوء: المصدر السابق ج ١ ص ١٢ رقم ٢٢.

(٢) في (ج): لتغيير.

(٣) زيادة في (أ).

(٤) سقط من (ب، وج).