[رأي الزيدية]
  وكذلك اسم النصارى، قيل من المكان الذي نشأ فيه عيسى #، وكان يسمى ناصرة قرية في جبل الخليل، والإضافة إلى الموضع، لا تعظيم بها، كما يقال مكي، وتهامي، ولا(١) يفيد أكثر من نسبته، وقيل إلى النُّصرة في قوله تعالى حاكياً عن عيسى # {مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ}[آل عمران: ٥٢]، [الصف: ١٤] وقد ينصر الأنبياء المبطل كما ينصرهم المحق، كما نصر رسول الله ÷ بنو هاشم وبنو المطلب مسلمهم وكافرهم، وصحت نسبتهم بذلك، فقيل: نَصَر رسول الله ÷ أهل بيته، وهم أنصاره، وكما نصرت رسول الله ÷ الأوس والخزرج، وسمّوا الأنصار عموماً، وكان النفاق فيهم فاشياً، تخلّف عن رسول الله ÷ يوم أحد قدر ثُلث المتبعين له، فأخبر الله تعالى بنفاقهم، وعسكر مع عبدالله بن أبي قريباً من عسكر رسول الله ÷ جارٍ على جميعهم حكم النفاق، وبخلاف ذلك إسم المسلمين لوجوه منها إن الله تعالى قد نص نصاً جلياً أنه لا يقبل ديناً إلاَّ الإسلام، وذلك ظاهر في قوله: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}[آل عمران: ٨٥] فلا نجاة إلاَّ به، فكفى بهذا شرفاً، ومن ذلك قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ}[آل عمران: ١٩]، اشتق اسم المسلمين من السلم(٢)، وهو العافية والدعة، فلما كان يؤدي إلى ذلك في دار الآخرة تسمى(٣) باسم ما يؤدي إليه، ومن إسلام أنفسهم لله، وكفى ذلك(٤) شرفاً وفضيلة أنهم تركوا أيديهم في يده تعالى، وانقادوا لأمره.
(١) في (ج): فلا.
(٢) في (ج): من السلام.
(٣) في (ج): سمي.
(٤) في (ج): بذلك.