العقد الثمين في أحكام الأئمة الهادين،

عبدالله بن حمزة (المنصور بالله) (المتوفى: 614 هـ)

[رأي الزيدية]

صفحة 68 - الجزء 1

  وكذلك اسم النصارى، قيل من المكان الذي نشأ فيه عيسى #، وكان يسمى ناصرة قرية في جبل الخليل، والإضافة إلى الموضع، لا تعظيم بها، كما يقال مكي، وتهامي، ولا⁣(⁣١) يفيد أكثر من نسبته، وقيل إلى النُّصرة في قوله تعالى حاكياً عن عيسى # {مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ}⁣[آل عمران: ٥٢]، [الصف: ١٤] وقد ينصر الأنبياء المبطل كما ينصرهم المحق، كما نصر رسول الله ÷ بنو هاشم وبنو المطلب مسلمهم وكافرهم، وصحت نسبتهم بذلك، فقيل: نَصَر رسول الله ÷ أهل بيته، وهم أنصاره، وكما نصرت رسول الله ÷ الأوس والخزرج، وسمّوا الأنصار عموماً، وكان النفاق فيهم فاشياً، تخلّف عن رسول الله ÷ يوم أحد قدر ثُلث المتبعين له، فأخبر الله تعالى بنفاقهم، وعسكر مع عبدالله بن أبي قريباً من عسكر رسول الله ÷ جارٍ على جميعهم حكم النفاق، وبخلاف ذلك إسم المسلمين لوجوه منها إن الله تعالى قد نص نصاً جلياً أنه لا يقبل ديناً إلاَّ الإسلام، وذلك ظاهر في قوله: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}⁣[آل عمران: ٨٥] فلا نجاة إلاَّ به، فكفى بهذا شرفاً، ومن ذلك قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ}⁣[آل عمران: ١٩]، اشتق اسم المسلمين من السلم⁣(⁣٢)، وهو العافية والدعة، فلما كان يؤدي إلى ذلك في دار الآخرة تسمى⁣(⁣٣) باسم ما يؤدي إليه، ومن إسلام أنفسهم لله، وكفى ذلك⁣(⁣٤) شرفاً وفضيلة أنهم تركوا أيديهم في يده تعالى، وانقادوا لأمره.


(١) في (ج): فلا.

(٢) في (ج): من السلام.

(٣) في (ج): سمي.

(٤) في (ج): بذلك.