[رأي الزيدية]
  قلنا: وممَّا يدل على أن المراد بالآية ولد الحسن والحسين $ إجماع العترة $ على أن الإمامة مخصوصة فيهم(١)، والذي يدل على أن إجماعهم حجة قوله {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ}[الأحزاب: ٣٣] الآية، والإستدلال بهذه الآية يبتني(٢) على وجوه:
  أحدها: إن المراد بالآية ولد الحسن والحسين $.
  والثاني: إن الآية تقتضي وجوب اتباعهم.
  والثالث: إن إجماعهم منعقد على أن الإمامة في ولد الحسن والحسين دون من عداهم.
  أمَّا الكلام في الوجه الأول: وهو أنهم المرادون بالآية دون غيرهم، فالدليل على ذلك أن البيت المذكور في الآية هو بيت النبي ÷، فيجب من طريق الظاهر أن يحكم بأن المراد بها أهله الذين يتناولهم الاسم حقيقة، وقد علمنا أن من يختص بيت الرسول حقيقة فهم أولاده وأولاد أولاده، وإذا استعمل في غيرهم كان مجازاً فيجب القطع على أن المراد بالآية أولاده وأولاد أولاده، يؤيد ذلك أنه إذا أطلق فقيل: أهل بيت فلان، فهم منه أولاده وأولاد أولاده، وإذا قيل: أهل بيت فلان أهل الطهارة والعلم والعفاف إنما يراد به الأولاد وأولادهم.
  فإن قال: من أين أنه حقيقة فيهم؟.
  فجوابنا: إن أمارة كون اللفظ حقيقة في الشيء استعماله فيه مطرداً و يكون
(١) في (ج): محصورة فيهم.
(٢) في (ج): ينبني.