مقدمة المحقق
مقدمة المحقق
  
  الحمد لله رب العالمين، المتفرد بصفات الإلهية، الواحد في الربوبية، المتعالي عن صفات المخلوقين، الذي توحد بخلق السموات والأرضين، وأنعم علينا بهذا الدين، والصلاة والسلام على سيد الأنام، أبي الطيب والطاهر والقاسم، محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، وعلى أهل بيته وعترته، وذريته المطهرة وأرومته، مصابيح الظُّلْمة، وخلفاء نبينا في هذه الأمة، حملة هذه الشريعة، وحصون الدين المنيعة.
  أما بعد:
  فإن رسول الله ÷ عند رحيله عن هذه الأمة لم يهملها فيتركها بدون أن يبين لها من يخلفه ويسد الفراغ عند غيابه عنها حتى تتقاذفها أمواج الفتن المتلاطمة، وتتناقلها الرياح العاتية، بل خلف فيها الثقلين وأمرها بالتمسك بالكتاب والعترة لتنجو من الضلال، وبركوب سفينة نوح للسلامة من الغرق والهلاك، فقال ÷: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» وهذا حديث متواتر رواه أكثر من عشرين صحابياً، وأيضاً أجمعت الأمة على صحته، وقال ÷: «أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى» وهذا حديث أجمعت العترة $ على صحته، وأيضاً راويه أبو ذر الذي شهد له رسول الله ÷ بالصدق، ورواه عن أبي ذر خلق كثير، وأيضاً روي عن أمير المؤمنين #، وابن عباس، وأنس بن مالك، وسلمة بن الأكوع، وأبي سعيد الخدري، وابن الزبير. ورواه الدولابي في الكنى والأسماء عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، ولذلك قال بعض أئمتنا $: إنه حديث متواتر.