لسان الحكمة مناقشة للإمامية،

لا يوجد (معاصر)

تاريخ أهل البيت $

صفحة 5 - الجزء 1

  والاستهزاء والتشريد والتنكيل اقتداء بأبيهم سيد الأنبياء والمرسلين ÷ الذي لم يبال بما ناله من قريش واليهود وغيرهم في سبيل إبلاغ ونشر هذا الدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولأجل ذلك سفكت دماؤهم الزكية، فقتل أمير المؤمنين # وسُم ابنه الحسن السبط # وقتل الإمام الحسين # في كربلاء، والإمام زيد بن علي # في الكوفة، والنفس الزكية # في المدينة، وأخوه إبراهيم بن عبدالله في باخمرى، والإمام الحسين بن علي الفخي # في الحرم المحرم و ... و ... إلخ، وذلك مشهور وفي كتب التواريخ مسطور.

  هذا، وأنا أنصح إخواني المؤمنين بمعرفة تاريخهم $ وإكثار الإطلاع على ذلك فإن في ذلك فوائد عظيمة جداً ولو لم يكن منها إلا معرفة من أمرنا بمودتهم وزيادة اليقين في صدق أحاديث النبي ÷ فيهم، وإن كان تصديقه ÷ في كل ما أخبر به واجب علينا قبل ذلك، ومنها أن ذلك من معجزات النبي ÷ عندما أخبرنا أنهم مع الحق والقرآن حتى ورود الحوض فكان تاريخهم مطابقاً لما قاله ÷ فيهم، ومنها معرفة من نقتدي بهم في ديننا على مر التاريخ أي معرفة سلسلة الثقل الأصغر من عند أمير المؤمنين # إلى زماننا هذا، وبذلك أيضاً نعرف من حملوا الشريعة والدين بعد وفاة النبي ÷ خلفاً عن سلف حتى وصل ذلك إلينا، وغير ذلك من الفوائد.

  هذا، وقد فعلت ضُلّال هذه الأمة وطواغيتها بهم $ وبمن معهم كما فعلت بنو إسرائيل بأنبيائها قال تعالى: {لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ ٧٠}⁣[المائدة]، {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ ٨٧}⁣[البقرة]، {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ٢١}⁣[آل عمران]، وكانوا هم وشيعتهم كما قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}⁣[آل عمران: ١١٠].