لسان الحكمة مناقشة للإمامية،

لا يوجد (معاصر)

[الكلام في الحجة والإمام]

صفحة 36 - الجزء 1

  س ١٤ - ما هو معيار معرفة الحجة؟

  الجواب: انظر الجواب السابق.

  س ١٥ - هل الحجة هو الإمام والإمام هو الحجة، أم أن كل واحد غير الآخر؟

  الجواب: الحجة تطلق ويراد بها الإمام والقرآن، وكذلك سائر ما خلق الله في الكون يقال: السحاب حجة على وجود الخالق، وتطلق أيضاً على السنة، وعلى دليل العقل، وعلى القياس المنطقي و ... إلخ، وبناءً على هذا فالحجة أعم معنى من الإمام، [والإمام أخص من الحجة حتى في أهل البيت $، فلا يمكن أن يكون الإمام من أهل البيت $ غير حجة، والحجة شخص آخر غير الإمام].

  س ١٦ - إذا لم يكن الحجة هو الإمام فهل يصح أن يوجدا في وقت واحد، وإذا صح فما طبيعة العلاقة فيما بينهما؟ بمعنى من يتبع الآخر؟ وفِيْمَ يتبعه؟ وما هي طبيعة العلاقة بين كل واحد منهما وبين الأمة في الاتباع؟ ومن يقدم منهما في الطاعة؟

  الجواب: حجج الله تعالى على عباده كثيرة مجتمعة في وقت واحد، ولا يصح تناقض الحجج واختلافها لصدورها عن الحكيم العليم، ومن هنا قال تعالى: {مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه}⁣[النساء ٨٠].

  هذا، وقبل المضي في الجواب واستكماله نقول: هناك مسائل فرعية معفو عن الاختلاف فيها، ومتبع أي من المختلفين مصيب لا حرج عليه ولا تبعة، بشرط أن يكون إنما اتبعه لأنه أرجح عنده أو أن مذهبه في تلك المسألة أرجح، وأما اتباع المرجوح واتباع الهوى فلا يجوز.

  والدليل على ذلك: عدة أدلة:

  ١ - قوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ}⁣[البقرة ١١٥] نزلت هذه الآية في سرية عميت عليهم القبلة في ليلة مظلمة فصلى بعضهم إلى المشرق وآخرون إلى المغرب، فلما أصبح الصباح تبين لهم أنهم صلوا جميعاً إلى غير القبلة فنزلت الآية لتبين أنهم قد أصابوا.