لسان الحكمة مناقشة للإمامية،

لا يوجد (معاصر)

[الكلام في الحجة والإمام]

صفحة 37 - الجزء 1

  ٢ - قوله تعالى: {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ}⁣[الحشر ٥]، وسبب النزول معروف.

  ٣ - قوله تعالى: {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ٧٨ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ...}⁣[الأنبياء].

  ٤ - حديث: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة»، فالمشهور كما في كتب السير أن بعض الصحابة صلى العصر في الطريق لما خاف أن تغيب الشمس ولما يصل، وبعضهم لم يصل العصر إلا بعد العشاء في بني قريظة فلم يُخَطِّئ الرسول ÷ أياً من الفريقين.

  ٥ - قوله تعالى: {وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ}⁣[الأحزاب ٥]، فهذه الآية عامة، وقد استثني من ذلك ما يتعلق بمسائل الأصول بدليل أن الله تعالى لم يعذر أحداً بخطئه من المشركين، ولا من أهل الكتاب وغيرهم من الكفار، ولم يعذر أحداً أيضاً بخطئه في تكذيب رسوله وكتابه، وعلى هذا فالمسائل الفرعية باقية تحت العموم.

  فبناءً على هذا نقول: أما الحجة الذي هو الإمام فالواجب عليه هو العمل بعلمه وبما أداه إليه نظره، وهذا في المسائل الفرعية فما ترجح له وثقل في ميزان نظره عمل به، وتماماً كما قال سبحانه وتعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ ١٧ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ١٨}⁣[الزمر].

  أما عوام الأمة فيلزمهم تقليد من شاءوا من أئمة أهل البيت $ إذا كانوا محقين⁣(⁣١)، بدليل قوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٤٣}⁣[النحل]،


(١) وأهل الذكر في الآية هم أهل البيت $ عندنا وعند الإمامية كما سيأتي فكيف يأمر الله تعالى الأمة عند جهلها بسؤالهم وهم غائبون عنها أكثر من ألف سنة؟ ألا يكون ذلك الأمر تكليفا بما لا يطاق؟ قال الإمام زيد بن علي # في مجموعه: فأهل هذا البيت البقية بعد الرسول ÷ والدعاة إلى الله؛ لأنه قد جعلهم مع نبيه ÷ في السبق والتطهير والعلم، وأنهم الدعاة إلى الله بعد رسوله، قال الله تبارك وتعالى: {فَاسْألُوا أهْلَ الذِّكْرِ إنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ٤٣}⁣[النحل]، وإنما أمر الله ø بمسألتهم لأن عندهم مايسألون عنه. فجعل الله ø عند محمد ÷ علم القرآن، وجعله ذكرا له وجعل الله علمه عند أهل بيته، وجعله ذكرا لهم، فمحمد وآل محمد هم أهل الذكر، وهم المسؤولون المبينون للناس، قال: {وَأنْزَلْنَا إلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ...}⁣[النحل: ٤٤]، وقال الإمام القاسم بن ابراهيم # في مجموعه: وفرض الله اتباع العلماء فقال: {فَاسْألُوا أهْلَ الذِّكْرِ إنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ٤٣}⁣[النحل]، =