[الكلام في الحجة والإمام]
  فهذه الآية خاصة بالجهال الذين لا يعلمون، أما العلماء فكما ذكرنا سابقاً، فإذا تعارضت عليهم أقوال الأئمة فكل مكلف مسئول عن العمل بما أداه إليه نظره من الترجيح بين أقوال الأئمة بدليل قوله تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ ١٧ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ١٨}[الزمر].
  س ١٧ - إذا كان المراد بالحجة هو الإمام، فكيف تسوغ مخالفة العالم المجتهد لإمامه مع قول الإمام علي #: (أطيعوني ما أطعت الله)، وهذا خطاب لجميع الأمة دون استثناء، وما ثمرة حجية الإمام؟ وما حجة القول بجواز مخالفته؟
= وسمى الله رسوله ذكرا فقال: {فَاتَّقُوا اللَّهَ يَاأولِي الْألْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أنْزَلَ اللَّهُ إلَيْكُمْ ذِكْرًا ١٠ رَسُولا}[الطلاق]، فأهل بيته المصطفون الطاهرون العلماء هم الذين أوجب الله سبحانه أن يسألوا، وأن يكونوا متبوعين غير تابعين، وقال الإمام الهادي # في مجموعه في أهل البيت $ الذين افترض الله على الأمة تصديقهم، وأمروا باتباعهم ونهوا عن مخالفتهم، وحضوا على الإقتباس من علمهم، ألا تسمع كيف يقول الرحمن، فيما نزل من النور والبرهان، حين يقول: {فَاسْألُوا أهْلَ الذِّكْرِ إنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ٤٣} فأمرت الأمة بسؤالهم عند جهلها، والإقتباس منهم لمفروض علمها. وقال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة # في شرح الرسالة الناصحة، وكذلك قوله تعالى: {فَاسْألُوا أهْلَ الذِّكْرِ إنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ٤٣}، انعقد إجماعهم وهو حجة أنهم المرادون بذلك، ودليله ظاهر في الكتاب في قوله تعالى: {قَدْ أنْزَلَ اللَّهُ إلَيْكُمْ ذِكْرًا ١٠ رَسُولا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ}[الطلاق]، فسمى النبي ÷ ذكرا. ولا خلاف في أنهم أهله. انتهى. وفي كتاب بصائر الدرجات ١٩ - باب (في أئمة آل محمد $ أنهم أهل الذكر الذين أمر الله بسؤالهم ... الخ، وذكر فيه ٢٨ رواية في ذلك، وفي كتاب الكافي للكليني: باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الائمة $، وذكر فيه تسع روايات في ذلك، وقد صحح المجلسي في مرآة العقول من روايات الكافي التسع خمس روايات وقال في السادسة: حسن موثق.