لسان الحكمة مناقشة للإمامية،

لا يوجد (معاصر)

[تعدد الحجج وقيام إمامين في وقت واحد]

صفحة 41 - الجزء 1

  أما من تأخر به الزمان عن عصرهما ولم يمكنه الاطلاع على جلية الحال، فالواجب عليه أن يحمل كلا الإمامين على السلامة، وأن يتولاهما، ولا يجوز له خلاف ذلك؛ لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}⁣[الحجرات ١٢]، ورعاية لحق الرسول في أهل بيته ÷، وقياماً بحقهم المفروض الذي ألزم الله تعالى به هذه الأمة، وشدد فيه في كتابه وعلى لسان رسوله ÷، ولأن يخطئ المكلف في الولاية أولى من أن يخطئ في العداوة، ومن هنا جاء الأثر بمثل ذلك فروي: (لأن أخطئ في العفو أحب إلي من أن أخطئ في العقوبة).

  س ٢٠ - ما حكم الإمام من أهل البيت الذي يقوم بقتل أو حبس إمام آخر من أئمة أهل البيت $؟

  الجواب: قد ذكرنا فيما تقدم في جواب السؤال السابق ما يفيدك هنا فارجع إليه ونزيد هنا فنقول: الواجب حمل المؤمنين على السلامة مهما وجدنا لهم في الخير محملاً، ومهما وجدنا إليه سبيلاً، حفاظاً على حرمة المؤمنين، وصيانة لأعراضهم التي شدد الله تعالى في صيانة حرمتها ولا سيما أهل البيت $، فإن لهم حرمة أخرى هي حرمة القرابة والرحامة فهم لحم النبي ÷ ودمه وفلذات كبده وأولاده.

  وبعد، فإننا لا ننفي وجود إمام باغ من عترة النبي، أو إمام ظالم، فقد قال تعالى فيهم: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ٣٢}⁣[فاطر]، فعلى المسلم أن يحذر أشد الحذر من أن يفرط فيما عهد الله تعالى إليه من رعاية حقه وحق رسوله ÷ في عترته، وليعلم أن الله هو المطلع على خواطر النفوس، وما عليه بعد ذلك من الحكم على الظالم الذي تيقن ظلمه من الحكم بالظلم والفسوق، وفي هذه الآية التي ذكرناها ما يدل على