[تعدد الحجج وقيام إمامين في وقت واحد]
  وبناءً على ذلك فإمامة الثلاثة حاصلة مع القيام والقعود(١)، وحينئذ فيكون
(١) وإنما لم يقم أمير المؤمنين # بأمر الإمامة بعد وفاة رسول الله ÷ خوفا منه على الإسلام ولعدم الناصر، ولذا قال #: (وايم الله لولا مخافة فرقة المسلمين وأن يعود الكفر الثاني ويبور الدين لغيرنا ما استطعنا)، وأيضا قال # في كتاب نهج البلاغة: (فنظرت فإذا ليس لي معين إلا أهل بيتي فضننت بهم عن الموت، وأغضيت على القذى وشربت على الشجا، وصبرت على أخذ الكظم، وعلى أمر من طعم العلقم). وقال # في موضع آخر في نهج البلاغة: (اللهم إني أستعديك على قريش ومن أعانهم فإنهم قد قطعوا رحمي وأكفأوا إنائي وأجمعوا على منازعتي حقا كنت أولى به من غيري، وقالوا: ألا إن في الحق أن تأخذه وفي الحق أن تمنعه، فاصبر مغموما أو مت متأسفا، فنظرت فإذا ليس لي رافد ولا ذاب ولا مساعد إلا أهل بيتي فضننت بهم عن المنية، فأغضيت على القذى، وجرعت ريقي على الشجا وصبرت من كظم الغيظ على أمر من العلقم، وآلم للقلب من وخز الشفار). وقال # في موضع آخر في نهج البلاغة: (أما والله لقد تقمصها فلان وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى، ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير، فسدلت دونها ثوبا، وطويت عنها كشحا، وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء، أو أصبر على طخية عمياء، يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه) ترجيح الصبر: (فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى، فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجا، أرى تراثي نهبا ... الخ). وهذا مع أنه كان يطالب بذلك بين الناس في مواطن واشتهر ذلك عنه، وقد جاء في نهج البلاغة يوم الشورى منها: (وقد قال قائل: إنك على هذا الأمر يا ابن أبي طالب لحريص، فقلت: بل أنتم والله لأحرص وأبعد، وأنا أخص وأقرب، وإنما طلبت حقا لي، وأنتم تحولون بيني وبينه، وتضربون وجهي دونه، فلما قرعته بالحجة في الملإ الحاضرين، هب كأنه بهت لا يدري ما يجيبني به). وعندما وجد الناصر قام بأمر الإمامة، ولذا قال # في كتاب نهج البلاغة: (أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر وما أخذ الله على العلماء ألا يقاروا على كظة ظالم، ولا سغب مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها ولسقيت آخرها بكأس أولها، ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز). انتهى من كتاب نهج البلاغة. فأما في الحالة الأولى فقد قال له رسول الله ÷: «إن قمت فالجنة وإن قعدت فالجنة»، وأما في الحالة الثانية فقد قال ÷: «إن قمت فالجنة وإن قعدت فالنار» رواهما الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة # في الشافي، ومن أراد استيفاء الكلام في ذلك فعليه بكتاب لوامع الأنوار للإمام الحجة مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي # ج ٢ ص ٥٢٧ وما بعدها.
(سبب خروج الأمام الحسين #): في كتاب بحار الأنوار للمجلسي في كلامه عن كتب أهل الكوفة ورسلهم في طلب قدوم الإمام الحسين السبط # ليكونوا أنصاره، قال: ثم كتب مع هانئ =