مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الكلام في معنى أن الله سبحانه حي قادر عالم، وذكر الاختلاف فيها]

صفحة 106 - الجزء 1

  منها: ما وافقوا فيه [قول⁣(⁣١)] المشبهة، وهو إجماعهم معهم على الجملة على أنه لا بد من موجب أوجب كون الباري سبحانه حياً وقادراً وعالماً.

  ومنها: ما وافقوا فيه قول أئمة العترة، وهو إجماعهم معهم على الجملة على أن الباري سبحانه حي لا بحياة، وقادر لا بقدرة، وعالم لا بعلم.

  ومنها: ما اختصوا بابتداعه⁣(⁣٢)، نحو قولهم: إن لله سبحانه صفة أخص زائدة على ذاته، وإن تلك الصفة موجبة ومقتضية لكونه حياً وقادراً وعالماً.

  وقولهم: إن تلك الصفة الأخص ومقتضياتها وأحكام مقتضياتها أمور ثابتة فيما لم يزل.

  وأما مذهب أئمة⁣(⁣٣) العترة $: فهو أن الله سبحانه مستحق للوصف بكونه حياً قادراً عالماً لا لأمر، وأنه لا يجوز أن يكون لله صفات متوسطة بين ذاته⁣(⁣٤) ووصفه، وأنه كما لا يجوز أن يوصف [الله⁣(⁣٥)] سبحانه بإن ذاته وصفاتها⁣(⁣٦) أشياء قديمة فكذلك لا يجوز أن توصف بأنها أمور ثابتة فيما لم يزل؛ لعدم الفرق بين الأشياء والأمور، وبين القدم والأزل، فكما لا يجوز أن يكون قادراً لأجل قدرةٍ أوجبت كونه قادراً فكذلك لا يجوز أن يكون قادراً لأجل أمرٍ اقتضى كونه قادراً؛ لعدم الفرق بين موجبٍ اسمهُ علةٌ، وموجب اسمه مقتضي، وكما لا يجوز أن يتفكر في إثبات قدرة مُوجِبَةٍ فكذلك لا يجوز أن يتفكر⁣(⁣٧) في إثبات أمر مقتضٍ.


(١) زيادة من نخ (أ).

(٢) نخ (أ): بإبداعه.

(٣) في (ب): أهل البيت.

(٤) نخ (أ): بين ذاته وصفته ووصفه.

(٥) زيادة من نخ (ب).

(٦) في (ب): وصفاته.

(٧) في (ب): لا يجوز التفكر في ... إلخ.