[ذكر جملة مما يدل على بطلان قول المخالفين لأئمة العترة (ع) في الإمامة]
  جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ... الآية}[الحج].
  والذي يدل على بطلان قول من زعم أن الإمامة في كل قريش أو في بني العباس: ما في آية المباهلة وفي خبر الكساء من النص اليقين(١) على كون الحسن والحسين ابنين لرسول الله ÷ وعترة له، وأهل بيته وذريته، وإيجابه سبحانه لمودة ذوي قرباه(٢)، وللصلاة في كل صلاة عليهم، وأمر النبي ÷ لأمته بأن يتمسكوا بعترته مع الكتاب، وما أشبه ذلك من الأدلة التي قدمها الله سبحانه حجة له ولأوليائه على أعدائه؛ لعلمه سبحانه بأنهم سيحسدونهم، كما قدم الدلالة في التوراة والإنجيل على نبوة محمد ÷؛ لعلمه بأن اليهود والنصارى سينكرون نبوته، وكذلك كل مختلف فيه من الدين؛ لأنه لا بد لله سبحانه ولأوليائه [عليه(٣)] من حجة ظاهرة على أعدائه، لا يمكنهم جحدها بقلوبهم، وإن أظهروا إنكارها بألسنتهم.
  والذي يدل على بطلان تخصيص الإمامية لولد الحسين دون ولد الحسن كون ذلك بدعة حادثة لا دليل عليها، ولذلك اختلفوا وخالفهم فيه صلحاء ولد الحسين.
  والذي يدل على بطلان تجويزهم لغيبة الإمام وبقاء كونه حجة في حال الغيبة قول الله سبحانه: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ٧}[الرعد].
  وما روي عنه # من أنه لا بد لله سبحانه في كل عصر من حجة إما سابق وإما مقتصد، وإخبار النبي ÷ بأن الحجة من عترته في كل عصر لا يفارق الكتاب.
(١) نخ (أ): البين.
(٢) في (ب): ذوي القربى.
(٣) ما بين القوسين ساقط في (ب).