[الكلام في الإيمان باليوم الآخر]
  والدلالة الثانية: طريقها قياس بعض الصنع على بعض، نحو قول الله(١) سبحانه: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ٨١}[يس]، وقوله سبحانه: {وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ١٩}[الروم]، وقوله سبحانه: {فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ ٩}[فاطر]، وقوله سبحانه: {فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ٥٧}[الأعراف]، وقوله سبحانه: {إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى}[فصلت: ٣٩]، وما أشبه ذلك مما نبَّه الله سبحانه على أنه لا فرق بين إحياء الأرض بعد موتها وإحياء الناس بعد موتهم.
  والدلالة الثالثة: طريقها خبر الحكيم الذي يجب تصديقه، وهو الله سبحانه، وقد أخبر بذلك، ومعرفة وجوب تصديقه فرع على معرفة حكمته على(٢) ما تقدم.
  والدلالة الرابعة: طريقها المشاهدة، نحو ما شاهده إبراهيم - صلى الله عليه - فيما حكاه الله(٣) سبحانه بقوله: {فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ٢٦٠}[البقرة]، وما شاهده عزير فيما حكاه الله سبحانه بقوله: {وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا}[البقرة: ٢٥٩]، وما شاهده بنو إسرائيل فيما حكاه سبحانه بقوله: {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ٧٣}[البقرة].
(١) نخ (ب): قوله سبحانه.
(٢) في (ب): كما تقدم.
(٣) في (ب): حكى الله عنه بقوله.