مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[مقدمة الكتاب والحامل له على تأليفه]

صفحة 132 - الجزء 1

[مقدمة الكتاب والحامل له على تأليفه]

  

  أما بعد حمد من فطر العقول على معرفة الأدلة، وعرف المكلفين بجميع حدود فرائض الملة، وبأولي الأمر الحافظين⁣(⁣١) لها ولهم من الشبه المضلة، والصلاة على محمد خاتم النبيين، وعلى آله الخيرة المنتجبين - فإنه لما كثرت مخالفة من خالف بين الأئمة، واستغنى بالاجتهاد عنهم كثير من الأمة، وقل من ينظر فيما يجب من معرفة التأويل لما يوجد في كتبهم من مختلف الأقاويل - رأيت⁣(⁣٢) لأجل ذلك أن أنبه من أحب أن يتفقه من الشيعة فيما وضعوه $ من كتب الشريعة بمختصر مما يحض على سلوك مذهبهم، وعلى التبصر في فوائد كتبهم، ويدل على أنهم $ لم يفرقوا دينهم فيكون في ذلك حجة لمن خالفهم أو خالف بينهم، غير متحدٍّ في شيء من ذلك لرافض، ولا متعرض به لجدال معارض، وقسمت جملة الكلام فيه على ستة فصول:

  الأول: في ذكر جملة من أصول الفقه المذكورة في الكتاب والسنة، وأحكامها.

  والثاني: في ذكر الأصول التي يحتج بها من خالف الأئمة أو خالف بينهم.

  والثالث: في ذكر جملة من اختلاف أحوال الأئمة.

  والرابع: في ذكر ضروب من أمثلة ما خولف فيه بين الأئمة، وما يصح منه وما لا يصح.

  والخامس: في ذكر ما أجمع عليه من⁣(⁣٣) صفة من يجوز له الاجتهاد.

  والسادس: في ذكر الفرق بين الشيعي والمتشيع.


(١) نخ (أ): الحائطين لهم ولها.

(٢) جواب «لَمَّا».

(٣) نخ (ب): في.