[مقدمة الكتاب والحامل له على تأليفه]
[مقدمة الكتاب والحامل له على تأليفه]
  
  أما بعد حمد من فطر العقول على معرفة الأدلة، وعرف المكلفين بجميع حدود فرائض الملة، وبأولي الأمر الحافظين(١) لها ولهم من الشبه المضلة، والصلاة على محمد خاتم النبيين، وعلى آله الخيرة المنتجبين - فإنه لما كثرت مخالفة من خالف بين الأئمة، واستغنى بالاجتهاد عنهم كثير من الأمة، وقل من ينظر فيما يجب من معرفة التأويل لما يوجد في كتبهم من مختلف الأقاويل - رأيت(٢) لأجل ذلك أن أنبه من أحب أن يتفقه من الشيعة فيما وضعوه $ من كتب الشريعة بمختصر مما يحض على سلوك مذهبهم، وعلى التبصر في فوائد كتبهم، ويدل على أنهم $ لم يفرقوا دينهم فيكون في ذلك حجة لمن خالفهم أو خالف بينهم، غير متحدٍّ في شيء من ذلك لرافض، ولا متعرض به لجدال معارض، وقسمت جملة الكلام فيه على ستة فصول:
  الأول: في ذكر جملة من أصول الفقه المذكورة في الكتاب والسنة، وأحكامها.
  والثاني: في ذكر الأصول التي يحتج بها من خالف الأئمة أو خالف بينهم.
  والثالث: في ذكر جملة من اختلاف أحوال الأئمة.
  والرابع: في ذكر ضروب من أمثلة ما خولف فيه بين الأئمة، وما يصح منه وما لا يصح.
  والخامس: في ذكر ما أجمع عليه من(٣) صفة من يجوز له الاجتهاد.
  والسادس: في ذكر الفرق بين الشيعي والمتشيع.
(١) نخ (أ): الحائطين لهم ولها.
(٢) جواب «لَمَّا».
(٣) نخ (ب): في.