[أقوال وأفعال أمير المؤمنين # فيمن يخالف الأئمة]
  وكما لا يجوز لأحد من علماء الأمم(١) ترك التسليم لأمر النبي ÷ مع كونه أمياً، فكذلك لا يجوز لأحدٍ من علماء الفرق ترك التسليم لأمر الإمام مع كونه لا يعلم إلا القدر الذي يجب عليه.
[أقوال وأفعال أمير المؤمنين # فيمن يخالف الأئمة]
  ومما يشهد بصحة هذه الجملة من أقوال أمير المؤمنين # وأفعاله:
  أما أقواله؛ فمنها قوله: (فيا عجباً، وما لي لا أعجب من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها، لا يقتفون أثر نبي، ولا يقتدون بعمل وصي ..) إلى قوله: (ومفزعهم في المعضلات إلى أنفسهم، وتعويلهم في المبهمات على آرائهم، كأن كل امرئ منهم إمام نفسه).
  وقوله في صفة المتعاطين: (وآخر قد تسمى عالماً وليس بعالم ..) إلى قوله: (وقد حمل الكتاب على آرائه، وعطف الحق على أهوائه).
  وقوله: (قد تسمى عالماً وليس به ..) إلى قوله: (فإن نزلت به إحدى المهمات هيأ لها حشواً رثاً من رأيه).
  وقوله في صفة من يخالفهم من أئمة العترة: (يعطف الهوى على الهدى إذا عطفوا الهدى على الهوى، ويعطف الرأي على القرآن إذا عطفوا القرآن على الرأي(٢)).
  وقوله في ذمه للذين خالفوه في مسألة ميراث الجد: (حفظت ونسيتم أن السدس الثاني طعمة من رسول الله ÷ أطعمه إياه، وليس بفرض فرضه له).
(١) نخ (ب): الأمة.
(٢) قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: هذا إشارة إلى إمام يخلقه الله تعالى في آخر الزمان ... إلى أن قال: ومعنى يعطف الهوى: يقهره ويثنيه عن جانب الإيثار والإرادة فيجعل الهدى قاهراً له، وظاهراً عليه. وكذا قوله: ويعطف الرأي على القرآن، أي: يقهر حكم الرأي والقياس والعمل بغلبة الظن عاملاً عمل القرآن. وقوله: «إذا عطفوا الهدى» و «إذا عطفوا القرآن» إشارة إلى الفرق المخالفين لهذا الإمام ... إلخ.