مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[أئمة العترة أعلم الأمة بنصوص الكتاب]

صفحة 154 - الجزء 1

  واعترفوا بصحة النص والحصر، وبالفضل وبوجوب المودة لجميع الأئمة، وبوجوب طاعة أهل كل عصر منهم لمن في عصرهم من الأئمة، لا يخالفونه، ولا يخالفون بينه وبين أحدٍ من آبائه، ولا يعترضون على سيرته بسيرة أحد منهم؛ لأجل كونه أعلم منهم بما يأتي وما يذر، وهم الذين عناهم النبي ÷ بقوله: «شيعتنا منا»، وبقوله⁣(⁣١): «من أحبنا أهل البيت فليعد للفقر جلباباً»، وذلك لأجل⁣(⁣٢) قوله ÷: «الدنيا حبس المؤمن»، ولأجل كون أكثر نعيم الدنيا مع أئمة الضلال.

  وكذلك هم الذين ذكرهم⁣(⁣٣) أمير المؤمنين # فيمن كان في أيامه منهم بقوله: (آهٍ على إخواني الذين تلوا القرآن فأحكموه، وتدبروا الفرض فأقاموه، وأحيوا السنة، وأماتوا البدعة، دُعُوا للجهاد فأجابوا، ووثقوا بالقائم فاتبعوا).

  واعلم أنه لا يوجد من الشيعة في جميع أعصار الأئمة من هو كما وصف أمير المؤمنين # إلا القليل؛ لأجل مشقة القيام بفرض الولاء والبراء، وقلة الصبر على ذلك وما أشبهه.

  والصنف الثاني: ليسوا بشيعة لا ظاهراً ولا باطناً، وهم كل من أنكر القول بالنص والحصر، وجحد الفضل، وجوز الإمامة في غير العترة من جميع الناس عامة، أو من قريش خاصة، ولأجل كونهم بهذه⁣(⁣٤) الصفة هانت مضرتهم على كل من عرف كونهم مخالفين للحق وأهله، لأنهم لم يظهروا في ذلك خلاف ما أبطنوا فيغتر بهم أحد من الشيعة المخلصين.


(١) نخ (ب): وقوله.

(٢) نخ (ب): وذلك لقوله.

(٣) نخ (أ): ذكر.

(٤) في (ب): على هذه.