مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[ديباجة الكتاب والغرض بتأليفه]

صفحة 159 - الجزء 1

  والسبق إلى ما امتدحوا به من لقبهم، وتسميتهم لبدعهم باسم العدل والتوحيد، وتظهيرهم لذم الجهل والتقليد؛ ليصيدوا بذلك من اغتر به من أغمار الأمة، ويصدوهم به عن التمسك بعلوم الأئمة، الذين اصطفاهم الله تعالى لإرث الكتاب، وإيتاء الحكمة وفصل الخطاب، وجعلهم حفظةً للعقول عن تجاوز الغايات، والاختيار لسبل مهاوي الغوايات، وملجأً لكشف ما التبس من الشبهات، وتبيين ما اختلف فيه من تأويل الآيات المتشابهات، وما يوافقها من الأخبار المزخرفة، وتفرع عنها من القياسات المتكلفة، ولذلك أمر المؤمنين بالاعتماد⁣(⁣١) في السؤال عليهم، والرد لكل⁣(⁣٢) شيء اختلفوا فيه إليهم، وحتم بالمودة لهم حتماً لازماً، وحكم في الصلاة بالصلاة عليهم حكماً واجباً، وأخبر سبحانه بتطهيره لهم؛ ليشهر⁣(⁣٣) بذلك فضلهم، وبين في محكم كتابه المبين أنه اختارهم على علم على العالمين؛ لعلمه سبحانه باهتدائهم إلى سواء الصراط، المتوسط بين التفريط والإفراط، ولما زادهم بعد اهتدائهم من الهدى، الذي جعلهم لأجله ممن به يهتدى ويقتدى.

  ثم إن من أنكر البدع، وأشهر الشنع - طموحَ العجب بأهواء المعتزلة إلى الطمع في النزول بهذه المنزلة؛ تحكماً في الدين وغلواً، وتعظماً⁣(⁣٤) على المنتجبين وعلواً، وليسوا في ذلك بأعجب حكاية، ولا أعظم في الدين نكاية - من سائر رفضة الأئمة السابقين، والبغضة لكافة العترة المحقين، لولا ميل من خدعوه بزخارف الأقوال، من الجامعين بين التشيع والاعتزال - إلى الترجيح لأقوالهم، والتصحيح لمحالهم، والتعظيم لأخطارهم، والتفخيم لأنظارهم، والتفضيل


(١) في (ب): في الاعتماد بالسؤال.

(٢) نخ (س): في كل.

(٣) نخ (ب): يشهر.

(٤) في (ب): تعظيماً.