[ديباجة الكتاب والغرض بتأليفه]
  لمذهبهم، والتبجيل لكتبهم؛ ليتوصلوا بذلك إلى اعتزال علوم الأئمة الهادين، والوصف لهم بقلة العلم بدقائق النظر في أصول الدين، واعتذروا(١) لهم في التقصير عن بلوغ المراد في نشر العلوم وهداية العباد - بأنهم قنعوا بالجمل واشتغلوا بالجهاد.
  فلما سمعت بذلك عنهم، وسمعته شفاهاً من بعض من عرفت منهم، مع علمي ببعض ما يدحضه من الأدلة الباهرة، وينقضه من أقوال أئمة العترة الطاهرة - تعين عليَّ حينئذ فرض التصريح بما علمت من أدلة المذهب الصحيح، فاجتهدت في ذلك بحسب الإمكان؛ لكيلا أكون ممن ذمه الله سبحانه بالكتمان، واعتمدت بعد التوكل على الله والتفويض إليه، والاعتماد فيما قصدت من ذلك عليه - على التبيين لمذهب الأئمة $ في أهم ما خالفهم فيه أهل علم الكلام، وأهم ما وقع بينهم فيه من الاختلاف مسائل الإمامة والذوات والأوصاف، مع ما هو في حكم المشتق منها، والمتفرع من المسائل عنها، وجملة الكلام في ذلك يقع في خمسة مواضع:
  الأول منها: في ذكر جملة من مقدمات البلوى التي ينبني(٢) عليها الكلام في علوم الدين.
  والثاني: في مسائل الإمامة؛ لكونها من أول ما وقع فيه الاختلاف بين الأمة.
  والثالث: في الصانع تعالى وما يستحق من الصفات لذاته أو لفعله(٣).
  والرابع: في العالم، وصفات ذواته، وذكر فنائه.
  والخامس: في ذكر جملة من أصول مغالط المعتزلة التي أوهموا أنها أدلة.
(١) نخ (ب): فاعتذروا.
(٢) في (نخ) ينبئ.
(٣) في (ب): الذاتية والفعلية.