مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الفصل الأول: في عموم البلوى، وبيان وجه الحكمة فيها]

صفحة 161 - الجزء 1

[ذكر جملة من مقدمات البلوى التي ينبني عليها الكلام في علوم الدين]

  أما الموضع الأول فهو ينقسم إلى سبعة فصول:

  الأول: في ذكر عموم البلوى، وبيان وجه الحكمة فيها.

  والثاني: في البلوى باختلاف طرق العلم، وذكر بعض أمثلتها، وما يجب ترتيبه منها.

  والثالث: في البلوى بمقارنة هوى النفوس للعقول.

  والرابع: في البلوى باشتمال القرآن على المحكم والمتشابه.

  والخامس: في البلوى بجواز استعمال المجاز مع الحقيقة في كثير من الأسماء والعبارات.

  والسادس: في البلوى بالتخلية والتمكين لأعداء الحق والمحقين.

  والسابع: في البلوى بإيجاب الولاء والبراء في الدين.

[الفصل الأول: في عموم البلوى، وبيان وجه الحكمة فيها]

  أما الفصل الأول: فكل عاقل على الجملة مبتلى بضروب من البلوى، ولذلك سمي متعبداً ومكلفاً، وذلك ظاهر في كتاب الله سبحانه بما يكثر عن الإحصاء⁣(⁣١)، من ذلك قول الله سبحانه: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ}⁣[الإنسان: ٢]، وقال: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}⁣[الملك: ٢]، وقال: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}⁣[الأنبياء: ٣٥].

  وقال في بلوى المفاضلة: {وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ}⁣[الأنعام: ١٦٥]، وقال: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا}⁣[الأنعام: ٥٣]، وهذا موضع الفائدة من هذا الفصل، وهو التنبيه على معرفة عظم هذه البلية التي لأجلها هلك أكثر الأولين والآخرين.


(١) في إحدى النسختين: الاختصار، وفي الأخرى: الإحصار. وأظن أن ما أثبتناه هو الصواب.