مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الفصل الثاني: في البلوى باختلاف طرق العلم، وذكر بعض أمثلتها]

صفحة 165 - الجزء 1

  وكذلك الجمع بين صفتي الوجود والعدم، نحو أن يوصف أمر بأنه ثابت معدوم، وأشباه ذلك مما يكثر عن الإحصاء.

  ومن المعلومات ما طريق معرفته درك الحواس الخمس، وأمثلتها ظاهرة في الأجسام والأعراض.

  ومنها: ما طريق معرفته درك النفس نحو: الفرح والغم والتوهم، وأشباه ذلك مما قد ذكره الأئمة $.

  ومنها: ما طريق معرفته النظر العقلي، والقياس الاستدلالي، نحو الاستدلال بالصنع على أنَّ له صانعاً، والاستدلال على مخالفة كل نقيض لنقيضه بكونه نقيضاً له، ولذلك وجب وصف الله سبحانه بأنه شيء لا كالأشياء، وأنه ليس كمثله شيء.

  وكذلك⁣(⁣١) الاستدلال بمعلوم النشأة الأولى على جواز ما سيكون من النشأة الآخرة⁣(⁣٢)، ومما نبه الله به على ذلك قوله سبحانه: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ ٦٢}⁣[الواقعة]، وقوله: {قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ٧٩}⁣[يس].

  ومن المعلومات ما طريق معرفته خبر من يجب قبول خبره: إما لحكمته، وإما لعصمته، وإما لوجوب طاعته، وهذه الجملة تشتمل على الكتاب والسنة وإجماع الأمة أو⁣(⁣٣) العترة، وأقوال أئمة الأعصار، وهم أولو الأمر الذين أوجب الله طاعتهم مع طاعته وطاعة رسوله، وأمر بسؤالهم⁣(⁣٤) والرد إليهم، وهو سبحانه لا يأمر بسؤال من لا يجب قبول أخباره⁣(⁣٥) عما سئل عنه.


(١) نخ (ب): وكذا.

(٢) في (ب): الأخرى.

(٣) نخ (ب): و.

(٤) نخ (أ): سؤالهم.

(٥) في (ب): خبره عما.