مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الفصل السادس: في البلوى بالتخلية والتمكين لأعداء الحق والمحقين]

صفحة 172 - الجزء 1

  وقوله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ... الآية}⁣[التوبة: ٣٤].

  ومن كلام أمير المؤمنين # في ذم الأكثر من أهل عصره، والوعظ لمن يغتر بالكثرة: (واعلموا رحمكم الله أنكم في زمان القائل فيه بالحق قليل، واللسان عن الصدق كليل، واللازم للحق ذليل).

  وقوله: (ولقد أصبحنا في زمان اتخذ أكثر أهله الغدر كيساً، ونسبهم أهل الجهل فيه إلى حسن الحيلة، ما لهم قاتلهم الله قد يرى الحُوَّلُ القُلَّبُ⁣(⁣١) وجه الحيلة ودونها مانع من الله ونهيه، فيدعها رأي عين بعد القدرة عليها، وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين).

  وقوله في ذكر قلة أنصاره على أهل السقيفة: (فنظرت فإذا ليس لي ناصر [ولا ذاب ولا مساعد⁣(⁣٢)] إلا أهل بيتي، فضننت بهم عن الموت، وأغضيت على القذى، وشربت على الشجا، وصبرت على أخذ الكظم⁣(⁣٣)، وعلى أمر من طعم العلقم).

  وقوله: ([يا⁣(⁣٤)] أيها الناس لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة أهله).

  وقوله للحارث بن حوط⁣(⁣٥) لما قال له: أترى يا أمير المؤمنين إن أهل الشام مع كثرتهم على الباطل، وإن أهل العراق مع قلتهم على الحق؟ (يا حار⁣(⁣٦)، إنه لملبوس عليك، إن الحق لا يعرف بالرجال، وإنما الرجال يعرفون بالحق؛ فاعرف الحق تعرف أهله قلوا أم كثروا، واعرف الباطل تعرف أهله قلوا أم كثروا).

  وقوله له أيضاً لما قال له: أتراني أظن أصحاب الجمل كانوا على ضلالة؟ (يا


(١) الحول القلب: الذي قد تحول وتقلب في الأمور وجرب وحنكته الخطوب والحوادث. شرح النهج

(٢) ما بين المعكوفين زيادة في (ب).

(٣) الكظم - بفتح الظاء -: مخرج النفس. وضنِنت - بالكسر - بخلت. وأغضيت على كذا: غضضت طرفي. والشجى: ما يعترض في الحلق. شرح النهج

(٤) زيادة من نخ (ب).

(٥) الحارث بن خوط - بحاء معجمة - ذكره السيد أبو طالب بنقط الخاء، روى عن أمير المؤمنين #.

(٦) نخ (أ): حارث.