مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الفصل السابع: في البلوى بإيجاب الولاء والبراء في الدين]

صفحة 174 - الجزء 1

  بموالاة أوليائه، والوعد على ذلك بالثواب، والنهي عن موادة أعدائه، والوعيد على ذلك بالعقاب.

  وبما في أقوال النبي ÷ وأفعاله، واشتراطه للولاء والبراء على من تابعه.

  ولا خلاف في وجوبهما على الجملة؛ لأن أهل كل مذهب يوجبونهما على اتباعهم، ويدعون أنهم [هم⁣(⁣١)] الفرقة الناجية.

  وإنما الخلاف في معرفة الفرق بين ولي الله وعدوه، ومعرفة الفرق بينهما فرع على معرفة الفرق بين الحق والباطل بصفاتهما وأدلتهما التي من عرفها لم يوال من تجب مباراته، ولم يبار من تجب موالاته.

  ومعرفة الفرق بين الحق والباطل فرع على معرفة الفرق بين أدلة العقل وما يعارضها من الشبه المتوهمة، وبين محكم الكتاب والسنة وما يعارضهما من المتشابه، ومن الآراء المبتدعة.

  وبمعرفة هذا الأصل وهذه الجملة من مقدمات البلوى يُعْرَفُ الفرق بين الحق والباطل، وبين أهلهما، وبمعرفة ذلك كله يستعان على معرفة البلوى بما أوجب الله تعالى على الأمة من طاعة من جعله [الله⁣(⁣٢)] ولياً لهم بعد رسول الله ÷ وأميراً لهم في حياته وبعد موته، وعرفهم به، وبما يجب من موالاته ومعاداة من نازعه؛ إذ لا واسطة بين إمام الهدى وإمام الضلال، ولا يجوز اعتقاد صحة إمامة كليهما مع التنازع، ولا يجوز رفض كليهما؛ لما في ذلك من تجويز خروج الحق من أيدي جميع الأمة.

  ومن كلام أمير المؤمنين # فيما ينبه على ذلك تعريضه لمن قدم غيره عليه بقوله: (خلفتم الحق وراء ظهوركم، وقطعتم الأدنى ووصلتم الأبعد، واعلموا أنكم إن اتبعتم الداعي لكم سلك بكم منهاج الرسول، وكفيتم مؤنة الاعتساف).

  وقوله: (ألا فالحذر الحذر من طاعة ساداتكم وكبرائكم الذين تكبروا عن


(١) زيادة من نخ (أ).

(٢) زيادة من نخ (ب).