[الفصل الثاني: في ذكر ما يدل على صحة مذهب العترة وبطلان ماعداه]
  هو خاتم الأنبياء من ذريتهما، فيجب أن تكون ذريته [هم(١)] خاتمة الذراري الذين أخبر الله سبحانه أن يجعل الكتاب فيهم.
  وقوله سبحانه: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٤٣}[النحل]، ودلالتها فيما تضمنته من وجوب السؤال لأهل الذكر، والذكر الذي أمر الله بسؤال أهله هو النبي ÷؛ بدليل قوله سبحانه: {قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ١٠ رَسُولًا}[الطلاق].
  وقد سمى القرآن أيضاً ذكراً، وهم أهله وورثته، وليس يُوجَدُ في الأمة أَهْلُ بيت مشهور يجمعهم النسب والمذهب، وهم مجمعون على أنهم [هم(٢)] أهل النبي وأهل الكتاب - غيرُ أهل بيت محمد ÷.
  والذي يعدل بالسؤال عنهم إلى غيرهم لا يخلو: إما أن يسأل علماء كل فرقة مع اختلافهم، فلم يأمر الله سبحانه بالسؤال إلا فيما وقع فيه الاختلاف، وهو سبحانه لا يأمر المختلفين بسؤال المختلفين.
  وإما أن يقتصر على سؤال بعضهم بغير دليل، فلا يأمن أن يكون الحق مع من لم يسأله، وإما أن يترك السؤال لكلهم؛ فيعصي الله بتركه لطلب العلم من أهله.
  وقوله سبحانه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ... الآية}[النساء: ٥٩]، ودلالتها فيما تضمنته من وجوب طاعة أولي الأمر من المؤمنين على المؤمنين، ووجوب الطاعة فرع على وجوب معرفة المطاع؛ لأن الله سبحانه لا يكلف المؤمنين طاعة من لا يُعْرَف، ولذلك قال النبي ÷: «من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية».
  قال الهادي #: يعني إما باسمه إن كان حاضراً، وإما بصفته إن كان في زمان فترة.
  وقوله سبحانه: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا
(١) زيادة من نخ (أ).
(٢) زيادة من نخ (أ).