[الفصل الثاني: في ذكر ما يدل على صحة مذهب العترة وبطلان ماعداه]
  لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}[الحج: ٧٨].
  وقوله: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ٦٨}[آل عمران].
  وقوله سبحانه: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ}[الأحزاب: ٦].
  ودلالة هذه الآيات ظاهرة لمن لم تعمه عنها شبه المعارضين، وزخرف تأويلات الرافضين:
  أما الآية الأولى: فدلالتها فيما تضمنته من تبيين مجمل قول الله سبحانه: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}[آل عمران: ١٠٤]، وقوله: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}[البقرة: ١٤٣]، وقوله: {وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ}[آل عمران: ١٤٠].
  فجَعْله سبحانه للجهاد حق الجهاد، وللشهادة على الناس في ذرية إبراهيم خاصة دون من عداهم في قوله: {مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ}[الحج: ٧٨]، وفيما تضمنته أيضاً من تخصيص بعض ولد إبراهيم بذلك، وهم الذين استجاب دعوته فيهم حيث حكى قوله بقوله سبحانه: {وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ}[البقرة: ١٢٨]، وقوله: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ٣٥}[إبراهيم]، وقوله: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ١٢٤}[البقرة]، فثبت بذلك أن الإمامة لا تكون في ذريته إلا لمن لم يتقدم إسلامه شرك، ولم يلبس إيمانه بظلم.
  وأما الآية الثانية: فدلالتها فيما تضمنته من البيان على أن النبي ÷ هو أولى ذرية إبراهيم به وبمذهبه.
  وأما الآية الثالثة: فدلالتها فيما تضمنته من البيان على أن النبي ÷ أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وأن ذوي رحمه الذين لم يشركوا ولم يظلموا هم أولى بولاية