مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[ذكر إجماع الصحابة مع العترة على أن الأفضل أولى بالإمامة، وبعض فضائل أمير المؤمنين (ع)]

صفحة 191 - الجزء 1

  ومن مشهور فضائله #: فضيلة القربى، وفضيلة النجابة، وفضيلة طيب المنشأ، وفضيلة السبق، وفضيلة العلم، وفضيلة الصبر، وفضيلة الصدق والوفاء، وفضيلة التخصيص بالكرامات المنبهة على علو منزلته عند الله سبحانه.

  أما فضيلة القربى: فلأنه ابن عم النبي ÷ لأبيه وأمه، وشاهد ذلك قول أبي طالب⁣(⁣١) شعراً:

  إن علياً وجعفراً ثِقَةٌ ... عند شِداد الأمور والكرب

  لا تخذلا وانصرا ابن عمكما ... أخي لأمي من بينهم وأبي

  ولذلك فإنه # لما علم باحتجاج⁣(⁣٢) قريش على الأنصار بالقربى قال: (احتجوا بالشجرة، وأضاعوا الثمرة)، وقال في معنى ذلك شعراً:

  فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم ... فكيف تليها والمشيرون غيبُ

  وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم ... فغيرك أولى بالنبي وأقربُ

  وأما فضيلة النجابة: فلأن نسبه هو نسب النبي ÷، لم يفرق بينهما من الأمهات إلا فاطمة⁣(⁣٣) بنت أسد بن هاشم أم علي # ففضائلها⁣(⁣٤) مشهورة.

  ومما يؤيد ذلك: حكاية الحاكم | في كتاب تنبيه الغافلين⁣(⁣٥) عن


(١) أبو طالب: هو عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم، عم رسول الله ÷ وأبو علي بن أبي طالب، وكان كبير قومه، وله السيادة والوجاهة في قريش، أجمع أهل البيت $ على إسلامه وعلى أنه مات مؤمناً، وأشعاره وأخباره في ذلك مشهورة. ودافع عن الرسول ÷ دفاع الأبطال، وحماه من الكفار، وهو مربي الرسول وكافله بعد وفاة عبد المطلب. توفي بعد حصار الشعب قبل الهجرة بستة أشهر في العام الذي توفيت فيه خديجة وسمي ذلك العام بعام الحزن.

(٢) نخ (ب): احتجاج.

(٣) فاطمة بنت أسد بن هاشم أول هاشمية ولدت لهاشمي: هي أم الإمام علي بن أبي طالب # وزوجة أبي طالب ¥ التي تربى رسول الله ÷ في بيتها، وكانت تطعمه وتجيع أولادها، وكانت أم رسول الله ÷ وبعدما توفيت صلى عليها رسول الله ÷ وكبر عليها أربعين تكبيرة لأربعين صفاً من الملائكة، وكفنها في قميصه، واضطجع في قبرها ÷.

(٤) نخ (ب): وفضائلها.

(٥) كتاب تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبيين في الآيات النازلة في أهل البيت $.