مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[ذكر إجماع الأمة مع العترة على جواز الإمامة في العترة]

صفحة 192 - الجزء 1

  النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أنه قال: «إن الله تعالى خلق روحي وروح علي قبل أن يخلق آدم # بما شاء الله؛ فلما خلق آدم # أودع أرواحنا صلبه، فلم يزل ينقلها من صلب طاهر إلى رحمٍ طاهر لم يصبها دنس الشرك، ولا عهر الجاهلية، حتى أقرها في صلب عبد المطلب، ثم أخرجها من صلبه فقسمها قسمين، فجعل روحي في صلب عبدالله، وروح علي في صلب أبي طالب؛ فعلي مني وأنا من علي، نفسه كنفسي، وطاعته كطاعتي لا يحبني من يبغضه، ولا يبغضني من يحبه».

  وأما فضيلة طيب المنشأ: فلأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله - هو الذي كفله وآواه، وأدبه ورباه، فلم يسجد # لصنم، ولم⁣(⁣١) يقع في مأثم، وقد بين # ذلك في بعض خطبه المذكورة في [كتاب⁣(⁣٢)] نهج البلاغة؛ فقال: (وقد علمتم موضعي من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بالقرابة القريبة، والمزية الخصيصة، وضعني في حجره وأنا وليد، يضمني إلى صدره، ويكنفني في فراشه، ويمسني جسدَه، ويشمني عرقه، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه، وما وجد لي كذبة في قول، ولا خطلة⁣(⁣٣) في فعل).

  وأما فضيلة السبق: فلأنه # أول ذكر آمن بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وصلى معه، وله # [في ذلك⁣(⁣٤)] مع فضيلة السبق فضيلة العصمة، وفضيلة إيتاء الحكمة في حال الصغر، ومن شعره # في معنى ذلك [قوله⁣(⁣٥)]:

  سَبَقْتُكُمُ إلى الإسْلامِ طُراً ... صغيراً⁣(⁣٦) ما بلغتُ أوانَ حلمي


(١) في (أ): لا.

(٢) زيادة من نخ (أ).

(٣) الخطلة في الفعل: الخطأ فيه، وإيقاعه على غير وجهه. شرح النهج

(٤) زيادة من نخ (أ).

(٥) زيادة من نخ (ب).

(٦) في (ب): غلاماً.