مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[ذكر إجماع الأمة مع العترة على جواز الإمامة في العترة]

صفحة 193 - الجزء 1

  وآتاني ولايتَه عليكم ... رسولُ اللهِ يومَ غديرِ خمّ

  وأما فضيلة العلم: فلأنه # وارث علم النبي - صلى الله عليه وعلى آله - والمخصوص بمكنون سره؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وعلى آله: «أنا مدينة العلم وعلي بابها»، وكان كل الصحابة محتاجاً⁣(⁣١) إلى علمه #، ولم يكن محتاجاً إلى علم أحدٍ منهم.

  ومما يؤيد ذلك: حكاية الحاكم | عنه # في كتاب تنبيه الغافلين أنه قال: (لو كسرت لي الوسادة، ثم جلست عليها - لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم، و [بين⁣(⁣٢)] أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم، والله ما من آية نزلت في بر ولا بحر، ولا سماء ولا أرض، ولا سهل ولا جبل، ولا ليل ولا نهار - إلا وأنا أعلم متى نزلت وفي أي شيء⁣(⁣٣) نزلت، وما من رجل من قريش جرت عليه المَواسِي⁣(⁣٤) إلا وأنا أعلم [أي⁣(⁣٥)] آية نزلت فيه تسوقه إلى جنة أو نار).

  وأما فضيلة الصبر: فلأنه # ذكر في كتاب المحن أن الله سبحانه ابتلى صبره في أربعة عشر موطناً، سبعة في حياة النبي ÷، وسبعة بعد وفاته.

  وجملة ذلك: أنه # بلي من المحن بما لم يبل به [أحد⁣(⁣٦)] غيره من الصحابة، وظهر من صبره عليها⁣(⁣٧) ما لم يظهر من غيره مثله على ما هو دونها، وذلك منذ مبيته على فراش النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ موطِّناً لنفسه على الصبر للقتل إلى ما كان من صبره


(١) نخ (ب): محتاج.

(٢) زيادة من نخ (أ).

(٣) نخ (أ): وقت.

(٤) أي: من نبتت عانته؛ لأن المواسي إنما تجري على من أنبت، أراد من بلغ الحلم. تمت نهاية في تفسير حديث عمر: كتب أن يقتل من جرت عليه المواسي.

(٥) زيادة من نخ (ب).

(٦) زيادة من نخ (ب).

(٧) نخ (ب): #.