[فائدة الاستدلال بإجماع المعتزلة مع العترة على القول بإمامة علي #، والمشهور من مذهبه #]
  في مواطن الزحف التي تزل فيها الأقدام، وتبلغ القلوب الحناجر، إلى ما كان من صبره على ما ابتلي به من وفاة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وإجماع أكثر الصحابة في ذلك الحال على استغنام الفرصة في ظلمه، والاستئثار بالأمر دونه، وعظم الصبر على قدر عظم البلوى، وعظم البلوى على قدر عظم حال المبتلى.
  وقد مدح الله الصابرين، وجعل من ثواب بعضهم استحقاق الإمامة؛ فقال سبحانه: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ... الآية}[السجدة: ٢٤].
  وأما فضيلة الصدق والوفاء: فلأنه # لم ينكث عهداً، ولم يخلف موعداً، وشاهده في ذلك قول الله سبحانه: {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ... الآية}[الأحزاب: ٢٣]، وقد تقدم ذكرها، وقوله سبحانه: {يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا ٧}[الإنسان].
  وأما فضيلة التخصيص بالكرامات المنبهة على علو منزلته عند الله سبحانه: فهي أكثر من أن تحصر، وقد(١) نظم ذلك الإمام المنصور بالله أمير المؤمنين # في شعره الذي يقول فيه:
  ردتْ لهُ شمسُ الضحى وردها ... من أعظم الآيات والفضائل
  ولو عَدَدْتُ ما قضيتُ حقَه ... ومن يَعُدُّ حَبَّ رمل هائل
  فَصُرفَت عنه لغير موجب ... بل لهناتٍ قيل أو دغائل(٢)
[فائدة الاستدلال بإجماع المعتزلة مع العترة على القول بإمامة علي #، والمشهور من مذهبه #]
  وإما إجماع المعتزلة مع العترة على القول بإمامة علي(٣) #، ففائدة الاستدلال به التنبيه على أنه يلزمهم تصديقه #، والسلوك لمذهبه، والاقتفاء
(١) نخ (أ): كما قد.
(٢) نخ (ب): وصرفنا.
(٣) نخ (ب): بإمامته.