مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الفصل الثالث: صفة الإمام الذي تجب طاعته]

صفحة 198 - الجزء 1

  يكون في رعية الإمام من هو مثله في العلم أو أعلم منه؛ قياساً على قلة علم أئمتهم، واختلاف آرائهم، ورجوعهم في المشكلات إلى غيرهم.

  ومما يشهد بصدق حكاية مذهب العترة في ذلك من أقوال أئمتهم $ على وجه التنبيه بالقليل على الكثير - قول أمير المؤمنين # فيما حكي عنه في كتاب نهج البلاغة في وصفه⁣(⁣١) لأئمة العترة: (هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم، وصمتهم عن منطقهم، وظاهرهم عن باطنهم، لا يخالفون الدين، ولا يختلفون فيه).

  وقول زيد بن علي # فيما روي عنه: (اعلم أنه لا ينبغي لأحد منا أن يدعو إلى هذا الأمر حتى تجتمع فيه هذه الخلال: حتى يعلم التنزيل والتأويل، والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، وعلم الحلال والحرام، والسنة الناسخة ما⁣(⁣٢) كان قبلها، وما يحدث كيف يرده إلى ما قد كان بما فيه وله، وحتى يعلم السيرة في أهل البغي، والسيرة في أهل الشرك، ويكون قوياً على جهاد عدو المؤمنين، يدافع عنهم، ويبذل نفسه لهم، [و⁣(⁣٣)] لا يسلمهم حذار دائرة، ولا يخالف فيهم حكم الله؛ فهذه صفة من تجب طاعته من آل رسول الله ÷).

  وذكر القاسم بن إبراهيم # في كتاب تثبيت الإمامة ما خص الله به الأنبياء من المعجز⁣(⁣٤)، والأوصياء من مكنون العلم، وذكر بعد ذلك ما خص به الأئمة بعدهم؛ فقال: (ثم أبان الأئمة من بعدهم، ودل الأمة فيهم على رشدهم، بدليلين مبينين، وعَلَمين مضيئن، لا يحتملان لبس تغليط، ولا زيغ شبه تخليط، لا يطيق خلقهما متقن⁣(⁣٥)، ولا يحسن تخلقهما⁣(⁣٦) محسن، ولِيُّ ذلك منهما، ومظهرُ


(١) في (ب): صفته.

(٢) في نسخة (س): لما.

(٣) زيادة من نخ (ب).

(٤) في (ب): المعجزات.

(٥) نخ (أ): محسن.

(٦) نخ (ب): لخلقهما.