[الفصل الثالث: صفة الإمام الذي تجب طاعته]
  دلالة صنعه فيهما - الله رب العالمين، وخالق جميع المحدثين، وهما ما لا يدفعه عن الله دافع، ولا ينتحل صنعه مع الله صانع: من القرابة بالرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وما جعل من احتمال كمال الحكمة فيمن الإمامة فيه. وحَدّ الحكمة وحقيقة تأويلها: درك حقائق الأحكام كلها).
  وذكر الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين # في كتاب القياس ما خص الله به السابقين من العترة، بعد ذكره لما أوجب الله من سؤال العترة على الجملة؛ فقال: (ثم ذكر السابقين منهم بالخيرات، المقيمين لدعائم البركات، وهم الأئمة الطاهرون، المجاهدون السابقون، القائمون بحق الله، المنابذون لأعداء الله، المنفذون لأحكام الله، الراضون لرضاه(١)، الساخطون لسخطه، والحجة بينه وبين خلقه، المستأهلون لتأييده، المستوجبون لتوفيقه، المخصوصون بتسديده في كل حكم حكموا به، وقياس في شيء من الأحكام قاسوا به، حجة الله الكبرى، ونعمته العظمى، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً).
  وقال(٢) ابنه المرتضى # في كتاب الرد على الروافض: (وجرى الأمر في ولد النبي ÷ الصفوة بعد الصفوة، وإنما الصفوة لا يكون إلا خير أهل زمانه، أكثرهم اجتهاداً(٣)، وأكثرهم تعبداً، وأطوعهم لله سبحانه، وأعرفهم بحلال الله وحرامه، وأقومهم بحق الله، وأزهدهم في الدنيا، وأرغبهم في الآخرة، وأشوقهم للقاء ربه؛ فهذه صفة الإمام).
  وقال في جوابه للطبريين: (فالواجب على الرعية إذا وثقت بعدالة إمامها، وصحت عندهم إمامته - أن يعلموا أن علمهم يقصر عن علمه، ولا يقعون من الغامض على ما يقع عليه؛ فإذا علموا ذلك وجب عليهم التسليم).
(١) في (ب): برضاه.
(٢) نخ (ب): وقول.
(٣) نخ (ب): جهاداً.