مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[الفصل السادس: في ذكر جملة مما يجب أن يحمل عليه ما اختلف من الأقوال المنسوبة إلى الأئمة $]

صفحة 206 - الجزء 1

  زيادة أو نقصان، ونحو⁣(⁣١) ذلك مما لا طريق لذي ورع معه إلى إساءة الظن بأحد من الأئمة $، ولا إلى المخالفة [بينهم⁣(⁣٢)].

  ومما يؤيد هذه الجملة من أقوال الأئمة $: قول الهادي إلى الحق # في كتاب الأحكام: (وأوثق وثائق الإسلام أن آل محمد لا يختلفون إلا من جهة التفريط، فمن فرط في علم آبائه ولم يتبع علم أهل بيته أباً فأباً حتى ينتهي إلى [علم⁣(⁣٣)] علي بن أبي طالب - رحمة الله عليه - والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ [و⁣(⁣٤)] شارك العامة في أقاويلها، وتابعها في سيئ تأويلها - لزمه⁣(⁣٥) الاختلاف، لا سيما إذا لم يكن ذا نظر وتمييز، ورد لما ورد عليه إلى الكتاب، ورد كل متشابه إلى المحكم).

  وقول الناصر للحق الحسن بن علي⁣(⁣٦) # فيما حكاه عنه مصنف المسفر: (فإذا نظر الطالب للحق في اختلاف علماء آل الرسول فله أن يتبع قول أحدهم إذا وقع له الحق فيه بدليل، من غير طعن ولا تخطئة للباقين).


(١) في (ب): أو نحو.

(٢) في (ب) زيادة.

(٣) زيادة من نخ (ب).

(٤) زيادة من الأحكام.

(٥) هكذا في الأحكام بدون واو، وفي نخ (أ، ب): ولزمه.

(٦) الناصر للحق الإمام الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب $ الملقب بالناصر الأطروش والناصر للحق والناصر الكبير. ولد # بالمدينة المنورة سنة (٢٣٠ هـ) أحد الأئمة الزيدية العظماء الذين لم يشهد لهم مثيل في التاريخ الإسلامي علماً وعملاً وورعاً وزهداً وشجاعةً وعبادةً ودعاءاً إلى دين الله، وجهاداً في سبيل الله. كان من أئمة الزيدية في الجيل والديلم، وهو ثالث الأئمة الدعاة في نواحي جيلان وديلمان وطبرستان، ويعتبر المؤسس للدولة الزيدية في تلك النواحي بعد الإمامين الداعيين الحسن ومحمد ابنا زيد @. وكان عادلاً حسن السيرة مقيماً للحق، وإماماً من أئمة اللغة والأدب، وهو ممن يحتج بكلامه ويستدل به في الناحية اللغوية، ومن تتبع آثاره علم صحة ما قلنا. ويروى أنه أسلم على يديه من عُبَّاد الشجر والحجر ألف ألف نسمة، وأسلم على يديه في يوم واحد خمسة عشر ألف نسمة، وله من الكرامات الكثيرة والفضائل الشهيرة والمناقب المنيرة التي تشهد بفضله وعظيم منزلته. دعا إلى الله سبحانه سنة (٢٨٤ هـ) وكان في عصر الإمام الهادي #. توفي سنة (٣٠٤ هـ)، في خمسة وعشرين شعبان عن أربع وسبعين سنة. وله # الكثير من المؤلفات العظيمة، حتى قيل إن مؤلفاته تزيد على ثلاثمائة مؤلف؛ منها: البساط، المسفر، المصفى، وكتاب في التفسير في مجلدين احتج فيه بألف بيت من الشعر من ألف قصيدة، وله غير ذلك.