[معارضة المعتزلة لما أوجب الله سبحانه من مودة العترة وتعظيمهم وتفضيلهم بغلوهم في مدح الصحابة على الجملة، والجواب عن ذلك]
  والبراء، وإلى لبس أئمة الهدى بأئمة الضلال، وإلى لبس المحق بالمبطل، وإلى تعظيم من لا يجوز تعظيمه، وكل ذلك قبيح، وما أدى إلى القبيح فهو قبيح.
  وذلك لكون اسم الصحابة عاماً لكل من صحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ في حياته، وقد تفرقوا بعد وفاته؛ فمنهم من ارتد عن جملة الإسلام(١)، ومنهم من بقي على نفاقه مجتهداً في التدليس، ومنهم من ظلم الأمة بصده لهم عن سبيل نجاتهم، وظلم(٢) الأئمة بدفعه لهم عن مقامهم وإرثهم، وظلم الإمامة بجعله لها في غير موضعها، وظلم نفسه بمعصيته لله(٣) ورسوله في نكثه لبيعته ورجوعه عن جيش أسامة بغير إذن(٤)، وقطعه لما(٥) أمر الله به أن يوصل، وكونه أول من سن رفض الأئمة والخلاف بين الأمة، وقد ميز الله سبحانه من لم يظلم من المؤمنين عمن ظلم بقوله: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ ٨٢}[الأنعام].
  ومنهم الناكثون، ومنهم القاسطون، ومنهم المارقون، ومنهم المعتزلون لعلي # المكتفون بأنفسهم، والمحكمون لآرائهم، المتشككون(٦) في جهاد معاوية.
  فبأي هؤلاء يقتدي المقتدي؟ وأين فضل الصحابة من فضل القرابة؟ وما المانع من أن يكون لأهل السقيفة أسوة بقوم موسى - صلى الله عليه - في فعلهم(٧) ومعصيتهم لولي أمرهم، وخليفة نبيهم فيهم؟ كما أن لأمير المؤمنين # أسوة بهارون #.
(١) في (أ): عن الإسلام.
(٢) نخ (ب): فظلم.
(٣) نخ (ب): الله.
(٤) في (ب): إذنه.
(٥) في (ب): ما.
(٦) نخ (أ): المشككون.
(٧) نخ (أ): في فضلهم وصحابتهم ومعصيتهم لولي.