مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[حكاية المعتزلة أن أمير المؤمنين (ع) كان يرى بالرأي ويجوز بيع أمهات الأولاد، والجواب على ذلك]

صفحة 220 - الجزء 1

  ديارنا، وقد اتخذوا خذلانكم حجة علينا فيما كرهوه من دعوتنا، وفيما سفهوه من حقنا، وفيما أنكروه من فضلنا. عباد الله، فأنتم شركاؤهم في دمائنا، وأعوانهم على ظلمنا، فكل مال لله أنفقوه، وكل جمع جمعوه، وكل سيف شحذوه، وكل عدل تركوه، وكل جور ركبوه، وكل ذمة لله أخفروها، وكل مسلم أذلوه، وكل كتاب نبذوه، وكل حكم لله عطلوه، وكل عهد لله نقضوه - فأنتم المعاونون لهم بالسكوت عن نهيهم عن السوء. عباد الله، إن الأحبار والرهبان من كل أمة مسؤولون عما استحفظوا عليه؛ فأعدوا جواباً لله⁣(⁣١) سبحانه عن سؤاله).

[حكاية المعتزلة أن أمير المؤمنين (ع) كان يرى بالرأي ويجوِّز بيع أمهات الأولاد، والجواب على ذلك]

  وأما حكايتهم عن أمير المؤمنين #: أنه كان يرى بالرأي، وبجواز بيع أمهات الأولاد فأصَّلوه ليتوصلوا به إلى دعوى كونه # مجمعاً معهم على القول بالرأي، وإلى تجويز مخالفتهم لرأيه فيما خالفهم فيه.

  والجواب: أن ذلك غير صحيح عن أمير المؤمنين #؛ لأن تحريم بيع أمهات الأولاد ثابت بقول النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ لأم ولدهِ: «أعتقها ولدها»، وذلك نص لا يجوز أن ينسب إلى أمير المؤمنين # أنه يجهله، و [لا⁣(⁣٢)] أنه يخالفه برأيه.

  وأما حكايتهم عن عَبِيدة أنه لا يحب من رأي أمير المؤمنين إلا ما وافق هواه ففي ذلك - مع كونه غير صحيح - دليلٌ على أن من يفعل ذلك رافض أو مشك.

  وشاهد ذلك: قول الهادي [إلى الحق⁣(⁣٣)] # في باب بيع أمهات الأولاد من كتاب الأحكام: (فأما ما يرويه همج الناس عن أمير المؤمنين من إطلاق بيعهن فذلك ما لا يصدق به عليه، ولا يقول به من عرفه فيه. وفي ذلك:


(١) نخ (ب): فأعدوا لله سبحانه جواباً عن سؤاله.

(٢) زيادة من نخ (أ).

(٣) زيادة من نخ (ب).