مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[ذكر أقوال الأئمة (ع) في ذم من يقول في الدين بالرأي]

صفحة 224 - الجزء 1

  أهل لما⁣(⁣١) فوض إليه، لا يحسب العلم في شيء مما أنكره، ولا يرى أن وراء ما بلغ منه مذهباً لغيره، وإن أظلم عليه أمره اكتتم به؛ لما يعلم من جهل نفسه).

  وقوله #: (وآخر قد تسمى عالماً وليس بعالم، فاقتبس جهائل من جهال، وأضاليل من ضلال، ونصب⁣(⁣٢) للناس أشراكاً من حبائل غرور وقول زور، وقد حمل الكتاب على آرائه⁣(⁣٣)، وعطف الحق على أهوائه، يؤمِّن من العظائم، ويهون كبير⁣(⁣٤) الجرائم، يقول: أقف عند الشبهات وفيها وقع، ويقول: أعتزل البدع وفيها اضطجع).

  وقول محمد بن القاسم @ في كتاب شرح دعائم الإيمان: (فأهل غائص الفهم الذين لا يتكلفون النطق⁣(⁣٥) فيه، ولا يسألون عما لم يقع؛ فإذا وقع لزمهم النظر فيه، فوجدوه في الكتاب والسنة، والأدلة القائمة، ولم يقولوا في دين الله وأحكامه وشرائعه برأيهم وقياسهم، بل يغوصون عليه بغائص فهمهم، حتى يخرجوه من الكتاب والسنة والأدلة القائمة.

  كما روي ذلك عن علي ~(⁣٦) حين أراد عمر أن يرجم امرأة أتت بولد لستة أشهر؛ فقال: (إن خاصمتكم بكتاب الله خصمتكم، قال الله تعالى: {وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا}⁣[الأحقاف: ١٥]، فخلا عمر سبيلها).

  وقال الهادي إلى الحق # في كتاب القياس: (والقياس فلا يجوز أبداً، ولا يكون بحيلة من الحيل، ولا يمكن أن يتناوله متناول، ولا يطول إليه متطاول،


(١) نخ (ب): بما.

(٢) في (ب): فنصب.

(٣) نخ (ب): رأيه.

(٤) في (ب): كثير.

(٥) النظر (س).

(٦) نخ (ب): #.