[ذكر أقوال الأئمة (ع) في ذم من يقول في الدين بالرأي]
  ولا يطمع فيه(١) طامع - إلا من بعد إحكام أصول العلم بالكتاب، والوقوف على ما فيه من جميع الأسباب، من الحلال والحرام، وما جَعَلَ الله فيه من الأحكام، وبَيَّنَ ø من شرائع الإسلام، التي جعلها الله سبحانه للدين قواماً، وللمسلمين إماماً، ومن بعد علم أصول السنة، وفهم فروعها المتفرعة.
  فإذا تمكن المتمكن في علمه، وأحاط بجميع ما تحتاج الأمة في دينها، ثم فرع(٢) فيها [للأمة(٣)] ما لا غنى بالأمة عن معرفته في جميع أسبابها، من حلالها وحرامها، وما جعله الله ديناً لها، وافترضه سبحانه عليها؛ فإذا فرغ(٤) من علوم الدين، وأحاط بمعرفة ما افترض الله على المسلمين، فكان بذلك كله عارفاً، ومن الجهل بشيء منه سالماً، ثم كان من بعد ذلك ذا لب رصين، ودين ثابت متين - جاز له القياس في الدين، وأمكنه الحكم في ذلك وبه بين المؤمنين، وكان حقيقاً بالصواب، حرياً بإتقان الجواب.
  إلى قوله: ثم اعلم أيها السائل علماً يقيناً، وافهم فهماً ثابتاً متيناً - أن العلماء تتفاضل في علمها، وتتفاوت في قياسها وفهمهما، وفيما قلنا به من ذلك يقول الله سبحانه: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ٧٦}[يوسف]، وأنه ليس أحد من المخلوقين أولى بفهم أحكام رب العالمين ممن اختاره الله واصطفاه، وانتجبه وارتضاه).
  وقول الناصر للحق الحسن بن علي @ فيما حكى(٥) عنه مصنف المسفر: (ولله أدلة على الحوادث على المكلف إصابتها التي الأمة فيها(٦) سواء،
(١) في (أ): به.
(٢) نخ (ب): يفرع.
(٣) زيادة من نخ (ب).
(٤) نخ (ب): تفرع.
(٥) نخ (ب): حكاه مصنف.
(٦) في (ب): فيهما على سواء، وأما سوى ...