مجموع السيد حميدان،

حميدان يحيى القاسمي (المتوفى: 700 هـ)

[كلام الأئمة في ذم كل مخالف في الإمامة]

صفحة 233 - الجزء 1

  وقول الناصر للحق الحسن بن علي # فيما حكاه عنه مصنف المسفر: (لا إيمان إلا بالبراءة من أعداء الله وأعداء رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وهم الذين ظلموا آل محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وأخذوا ميراثهم، وغصبوا خمسهم، وهموا بإحراق منازلهم).

  وحكى # أن أبا بكر وعمر اختلفا في المشورة على النبي ÷ فيمن يرأس [على⁣(⁣١)] بني تميم من وفدهم، فأشار أبو بكر بالأقرع بن حابس⁣(⁣٢)، وأشار عمر بغيره، وتعارضا حتى علت أصواتهما فوق صوت النبي ÷ فأنزل الله سبحانه فيهما: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ٢}⁣[الحجرات].

  قال #: (فإذا⁣(⁣٣) كانت طاعتهم تحبط برفع الصوت فما ظنك بمن قلت طاعته، وعظم خلافه للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ).

  وحكى عنه جوابه عن تعمقات الفلاسفة، ثم قال - وخص⁣(⁣٤) بالإنكار المعتزلة؛ لأنهم خائضون فيما دق عليهم ولم يكلفوه، وهم معروفون به؛ فقال # في كتاب الكفر والإيمان -: (ثم انصدعت من هذه الملة طائفة تحلت باسم الاعتزال، استهواها واصل⁣(⁣٥) بن عطاء، وعمرو بن عبيد.

  إلى قوله: ولأن غرضه # ترك الخوض فيما دق؛ إذ لم يكلفه الخائض فيه، كالقول في معرفة الباري تعالى من غير الجهة التي عرفهم منها نفسه، حتى خاضوا


(١) زيادة من نخ (ب).

(٢) الأقرع بن حابس:

(٣) نخ (ب): وإذا.

(٤) في (ب): بذلك الإنكار.

(٥) واصل بن عطاء الغزال، أبو حذيفة البصري، ولد بالمدينة ونشأ بالبصرة ومات بها، من أئمة المعتزلة وبلغائهم ورؤسائهم وهو الذي انتسبت إليه الواصلية من المعتزلة ومنه ومن عمرو بن عبيد سمو معتزلة لأنهم اعتزلوا حلقة الحسن البصري فسماهم معتزلة فاشتهروا به. وله مؤلفات كثيرة من الجهال من ينسب إلى زيد بن علي # أنه أخذ علم الكلام عن واصل بن عطاء وهذا نقل من لا خبرة له ولا اطلاع على أحوال الإمام زيد وتلامذته ومشائخه.