[كلام الأئمة في ذم كل مخالف في الإمامة]
  في صفات ذاته، وضربوا له الأمثال، وقد نهى الله عن ذلك؛ فقال تعالى: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ}[النحل: ٧٤]، {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٣٣}[الأعراف]، وبالغوا في خلاف ذلك، ولم يرضوا حتى تعدوا إلى الكلام في كل ما لا يعلمون ولا يدركون، خلافاً لله تعالى ولرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وابتداعاً وتخرصاً وميناً، ورمياً بعقولهم وحواسهم من وراء غاياتها ونهاياتها ضالة حائرة مرتطمة في بحور الجهالات، على غير مثال، وبغير دليل.
  فتكلموا في تقضي نعيم أهل الجنة، وما قدرها، وهيئتها من التدوير والتربيع، حتى تبرأ بعضهم من بعض لأجل الخلاف بينهم فيه، وقالوا بالأصلح، واللطف، والكمون والظهور، وتحديد الأعراض والأجسام والجزء، والطفر، وفي إرادة الله تعالى، وفي علمه، وإدراكه، وما حقيقة المعلوم والمجهول، والمباشرة للفعل والتولد، والمداخلة بين الأجزاء والمجاورة.
  وقد كفوا عن ذلك بما أبانه الله تعالى من وصفه لنفسه، ووصفه لخلقه، فقال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}[الشورى]، وقال: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ١٠٣}[الأنعام]، وقال تعالى في وصف خلقه: {وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ٨}[النحل].
  إلى قوله: وتكلموا(١) من دقيق الكلام بما لم يكلفوا، وبما لعل حواسهم خلقت مقصرة عن إدراك حقيقتها، وعاجزة عن قصد السبيل فيها).
  وقول القاسم بن علي [العياني(٢)] # في كتاب التنبيه: (وسألت عن السواد الأعظم، وإرماله للحج إلى بيت الله الحرام، وزيارة قبر رسول الله #(٣)، يشهدون بالأمر والخلافة لصاحب الغار، وينكرون قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ: «من كنت مولاه فعلي مولاه».
(١) في (ب): وتكفلوا.
(٢) زيادة من نخ (ب).
(٣) في (ب): ÷.