[ذكر فروق تميز بين الأئمة والعامة]
  وإذا(١) ثبت ذلك فمخالفهم في علوم الدين ليس بعالم على الحقيقة، فضلاً عن أن يكون مثلهم في العلم، أو أعلم منهم.
  ومما يؤيد ذلك وينبه على ما عداه من أقوال الأئمة:
  قول زيد بن علي # في كتاب الصفوة: (فليس(٢) كل العباد اصطفى الله، ولكن الله يصطفي منهم من يشاء، وقال ø: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ}[الحج: ٧٥]، وإنما فضلت نعم الله بين الناس من(٣) غير حول أحد [منهم(٤)] ولا قوة؛ بل مَنٌّ مِنْ الله ونعمة وفضل يختص به من يشاء؛ فكنا أهل البيت ممن خصه [الله(٥)] بنعمته وفضله).
  وقول الهادي إلى الحق [يحيى بن الحسين(٦)] # في جوابه لأهل صنعاء: (وإني متمسك بأهل بيت النبوة، [ومعدن الرسالة، ومهبط الوحي(٧)]، ومعدن العلم، وأهل الذكر، الذين بهم وحد الرحمن، وفي بيتهم نزل القرآن والفرقان، ولديهم التأويل والبيان، وبمفاتيح منطقهم(٨) نطق كل إنسان، ولذلك حث عليهم رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله - بقوله: «إني تارك فيكم الثقلين لن يفترقا حتى يردا علي الحوض: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، مثلهم فيكم كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى»).
  وقال(٩) الإمام المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني # في أول كتاب
(١) في (ب): فإذا.
(٢) في (ب): وليس.
(٣) نخ (أ): عن.
(٤) زيادة من نخ (أ).
(٥) زيادة من نخ (ب).
(٦) زيادة من نخ (أ).
(٧) زيادة من نخ (ب).
(٨) نخ (ب): مناطقهم.
(٩) نخ (أ): وقول.