[الاختلاف في العلوم في أصول الفقه وفروعه]
[الاختلاف في العلوم في أصول الفقه وفروعه]
  والفرق الخامس: باختلاف(١) علومهم في أصول الفقه وفروعه، وذلك لأن الأئمة $ جعلوا محكم الكتاب وموافقه من السنة وقضايا أمير المؤمنين # أصولاً يفرعون عنها الأحكام، ويحفظونها عن تحريف علماء العوام، الذين عدلوا عن كثير من النصوص، وعن الاقتداء بأمير المؤمنين # إلى القول بالرأي والاقتداء بالشيوخ.
  ومما يؤيد ذلك: ما حكي(٢) في [كتاب(٣)] نهج البلاغة عن أمير المؤمنين # من وصفه للمحِقّ من العترة، وذمه لمن يخالفه من العامة بقوله الذي منه: (يعطف الهوى على الهدى إذا عطفوا الهدى على الهوى، ويعطف الرأي على القرآن إذا عطفوا القرآن على الرأي).
  وقول جعفر بن محمد الصادق # الذي روي أنه قال لأبي حنيفة - وقيل اسمه النعمان بن ثابت - لما قدم من العراق إلى المدينة، الذي منه: (اتق الله، ولا تقس الدين(٤)، فإن أول من قاس إبليس إذ أمره الله بالسجود لآدم، فقال: {أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ١٢}[الأعراف].
  ثم قال(٥): ويحك، أيهما أعظم(٦) عند الله ø قتل النفس التي حرم الله أم الزنا؟ قال: لا، بل قتل النفس، قال: فإن الله تعالى قد رضي وقبل في قتل النفس شاهدين، ولم يقبل في الزنا إلا أربعة؛ فكيف يقوم لك قياس.
(١) في (ب): اختلاف.
(٢) في (ب): ذكر.
(٣) زيادة من نخ (ب).
(٤) في (ب): ولا تقس الأمور برأيك.
(٥) نخ (أ): إلى قوله.
(٦) في (ب): المعظم.