[الفرق بقلة ألفاظ علوم الأئمة مع البيان وكثرة ألفاظ مخالفيهم مع الالتباس]
  ذكر الحاكم | في كتاب تنبيه الغافلين: أن المراد بالهادي في هذه الآية أمير المؤمنين #، واحتج بقول الله سبحانه: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ٧}[الرعد]، وبأخبار رواها في معنى ذلك، وقد ذكر الأئمة $ أن هذه الآية تدل على أن لكل قومِ عصرٍ هادياً من العترة $.
[الفرق بقلة ألفاظ علوم الأئمة مع البيان وكثرة ألفاظ مخالفيهم مع الالتباس]
  والفرق السابع: بقلة ألفاظ علوم الأئمة مع البيان، وكثرة ألفاظ علوم مخالفيهم من العامة مع الالتباس، وذلك لأن الأئمة $ اكتفوا بما قد أغناهم الله سبحانه به عن تكلف غيره، وهو العلم الذي كان كافياً لأهل عصر النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، ولم يزيدوا عليه إلا ما تدعو الحاجة إلى تبيينه، نحو حل شبهة، أو تبيين مجمل، أو تفريع حكم، أو حكاية ما يريدون إبطاله من أقوال المخالفين، وليس كذلك علوم أكثر مخالفيهم من علماء العامة؛ فإنهم كثروها بشروح يقل عن الإحاطة بكلها العمر، ويضل في طريق مغالطها الفِكْرُ، وطولوها بحكاياتهم لكثير من الأقوال المتعارضة التي لا فائدة في ذكرها، من غير تبيين للفرق بينها، إلا توصلهم إلى من خافوه أو أحْبَوْهُ بما يوافقه منها، أو(١) إيهامهم أن لمن حكاها فضلاً في العلم على من لم يحك مثلها.
  والفرق بين علوم الأئمة وعلوم العامة في ذلك جلي، لولا تلبيس من ينظر في كتب الأئمة بعين الاستزراء، ويعبر عنها بلسان الاستهزاء؛ ليتوصل بالتشكيك في علوم الأئمة إلى الترغيب في علوم العامة.
(١) نخ (ب): وإيهامهم.